على المسند (١٥٩٦٦/ ٢).
وابن ذي الجوشن هو شمر، وليس بأهل للرواية، كما قال الذهبي.
قال المنذري في مختصر السنن (٤/ ٩٠): قال أبو القاسم البغوي: ولا أعلم لذي الجوشن غير هذا الحديث. ويقال: إن أبا إسحاق سمعه من شمر بن ذي الجوشن، عن أبيه، والله أعلم. هذا آخر كلامه. والحديث لا يثبت، فإنه دائر بين الانقطاع أو رواية من لا يعتمد على روايته. انتهى كلام المنذري.
٤٨ - باب إقامة النبي - صلى الله عليه وسلم - ببدر ثلاثة أيام بعد الفتح وعودتُه إلى المدينة
• عن أبي طلحة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال،
فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم مشى وأتبعه أصحابه وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي، فجعل يناديهم ... فذكر الحديث.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٣٩٧٦) عن عبد الله بن محمد، سمع روح بن عبادة، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك، عن أبي طلحة فذكره.
ورواه مسلم أيضًا (٢٨٧٥) إلا أنه لم يذكر موضع الشاهد.
وكان رحيله - صلى الله عليه وسلم - من بدر ليلة الاثنين ومعه الأسارى وعليهم شقران والغنائم الكثيرة، وبعث بشيرين إلى المدينة.
وأما ما روي عن ابن عباس قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من بدر: عليك العير ليس دونها شيء، قال: فناداه العباس بن عبد المطلب، إنه لا يصلح لك، قال: "ولم؟ " قال: لأن الله عز وجل إنما وعدك إحدى الطائفتين، وقد أعطاك ما وعدك. فهو منكر.
رواه الترمذي (٣٠٨٠) وأحمد (٢٠٢٢) والحاكم (٢/ ٣٢٧) كلهم من طريق إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
قال الترمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
قلت: سماك عن عكرمة معروف بالاضطراب، ثم في متنه نكارة وهي أن الآية الكريمة {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} [الأنفال: ٧] نزلت في بدر، فكيف عرف العباس بن عبد المطلب الذي جاء مع كفار مكة بهذه الآية الكريمة.
٤٩ - باب قدوم عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة على أهل المدينة بشيرَين بفتح المسلمين ببدر
• عن أبي أمامة بن سهل قال: لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر بعث بشيرَين إلى