كلاهما من طريق محمد بن يوسف الفريابي، حدّثنا سفيان -هو الثوري- عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن سلمان، فذكره.
ومحمد بن يوسف الفريابي يخطئ في حديث سفيان، وخالفه عبد اللَّه بن المبارك فرواه في الزهد (٤١٩) عن سفيان الثوري، عن عاصم، عن أبي عثمان به مرسلا. وهو الصواب.
وفي الباب ما روي عن أبي موسى الأشعري أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أحبّ دنياه أضرّ بآخرته، ومن أحب آخرته أضرّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى".
رواه أحمد (١٩٦٩٧)، والبغوي في شرح السنة (٤٠٣٨)، وصحّحه ابن حبّان (٧٠٩)، والحاكم (٤/ ٣٠٨) كلهم من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب، عن أبي موسى الأشعري، فذكره.
وإسناده منقطع، فإن المطلب بن عبد اللَّه بن حنطب لم يعرف له سماع من الصحابة كما قال البخاري وغيره.
وأما قول الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين". فتعقبه الذهبي بقوله: "فيه انقطاع".
وكذلك قول الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٤٩): "رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات". لا يستلزم صحة الإسناد كما ذكرت مرارًا لوجود علة كما في هذا الحديث.
وفي الباب أيضًا ما روي عن أبي أمامة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من شر الناس منزلة عند اللَّه يوم القيامة عبدٌ أذهب آخرته بدنيا غيره".
رواه ابن ماجه (٣٩٦٦)، والطبراني في الكبير (٨/ ١٤٤) من طرق عن مروان بن معاوية، عن عبد الحكم السدوسي قال: حدّثنا شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، فذكره.
وجعله بعضهم من مسند أبي هريرة، فقد رواه أبو داود الطيالسي (٢٥٢٠) عن عبد الحكم بن ذكوان، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.
ومداره على عبد الحكم بن ذكوان السدوسي لم يوثّقه أحدٌ إلا أن ابن حبّان ذكره في ثقاته على قاعدته في توثيق من لا يعرف فيه الجرح. وقال ابن معين: "لا أعرفه".
[١٠ - باب فضل العبد التقي الغني الخفي]
• عن عامر بن سعد قال: كان سعد بن أبي وقاص في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال: أعوذ باللَّه من شر هذا الراكب، فنزل، فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك، وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم، فضرب سعد في صدره، فقال: اسكت، سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن اللَّه يحب العبد التقي الغني الخفي".