للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سمع من كل واحد بعضها، ولم يميزه، ويدخله أخذ ذلك من الحديث المرسل والمقطوع، وربما حدّث الراوي بعض الأمور لقرائن استفادها من عدة جهات، ويكثر من ذلك إكثارًا فيُنسب لأجله إلى المجازفة في الرواية وعدم الضبط، فلم يمكن الاحتجاج بما ينفرد به، فأما الاستشهاد بحديثه والاعتضاد به فمما لا يمكن المنازعة فيه، لا سيما في قصة تامة يخبر فيها باسم القاتل والمقتول وصورة الحال، فإن الرجل وأمثاله أفضل من أن يقعوا في مثل هذا في كذب ووضع. اهـ

وبناء على ذلك فقد نقلت كثيرًا من التفاصيل التي لها العلاقة بالمغازي والتاريخ إذا لم يخالف الأخبار الصحيحة ولا غيره من أهل المغازي، مثل: محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة وغيرهما.

ومحمد بن سعد (ت ٢٣٠ هـ) صاحب الطبقات كان عالمًا بالحديث والرجال وخصص المجلدين الأولين من الطبقات للسيرة، وابن سعد ثقة في نفسه، بل هو ممن يعتمد قوله في الرواة، ولكن يكثر نقله عن الضعفاء مثل الواقدي.

وأنا أحاول جمع الأحاديث الصحيحة في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدر الإمكان التي هي أصل الكتاب، وأما التفاصيل الأخرى التي لم أجد لها إسنادًا صحيحًا فأذكر بعده لإكمال القصة. وبالله التوفيق.

[١ - باب بيان الضلال الذي كان عليه الناس في الجاهلية قبل الإسلام]

• عن أبي رجاء العُطاردي يقول: كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرًا هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا جُثوة من تراب، ثم جئنا بالشاة، فحلبناه عليه، ثم طفنا به، فإذا دخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنة، فلا ندع رمحًا فيه حديدة، ولا سهمًا فيه حديدة إلا نزعناه، وألقيناه شهر رجب.

وسمعت أبا رجاء يقول: كنت يوم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - غلامًا أرعى الإبل على أهلي، فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار إلى مسيلمة الكذّاب.

صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٣٧٧، ٤٣٧٦) عن الصلت بن محمد قال سمعت مهدي بن ميمون قال سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: فذكره.

• عن ابن عباس قال: إذا سرّك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [الأنعام: ١٤٠].

صحيح: رواه البخاري في المناقب (٣٥٢٤) عن أبي اليمان، حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره.

ولم يبق على دين إبراهيم عليه السلام إلا قليلون منهم: قس بن ساعدة الإيادي، وزيد بن عمرو بن نفيل، وأمية بن أبي الصلت، وأبو قيس بن أبي أنس، وخالد بن سنان، والنابغة الذبياني،

<<  <  ج: ص:  >  >>