كلاهما من طريق الليث، عن نافع، عن عبد الله بن عمر فذكره.
[٥١ - باب من قاتل في سبيل الله فارتد عليه سيفه فقتله]
• عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فسرنا ليلا - فذكر بعض قصة خيبر - ثم قال: فلما تصافَّ القومُ كان سيف عامر قصيرًا، فتناول به ساق يهودي ليضربه، ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر فمات منه، قال: فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيدي، قال: "ما لك؟ " قلت له: فداك أبي وأمي زعموا أن عامرًا حبط عمله، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كذب من قاله، إن له لأجرين، وجمع بين إصبعيه، إنه لجاهد مجاهد، قلّ عربي مشى بها مثله".
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٩٦)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٠٢: ١٢٣) من طرق عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع، عن سلمة بن الأكوع فذكره.
وقوله: "مشى بها" أي بالأرض أو في الحرب.
وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أغرنا على حي من جهينة فطلب رجل من المسلمين رجلا منهم فضربه فأخطأه وأصاب نفسه بالسيف، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أخوكم يا معشر المسلمين". فابتدره الناس فوجدوه قد مات فلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثيابه ودمائه وصلى عليه ودفنه فقالوا: يا رسول الله، أشهيد هو؟ قال: "نعم وأنا له شهيد".
رواه أبو داود (٢٥٣٩) - ومن طريقه البيهقي (٨/ ١١٠) - قال: حدثنا هشام بن خالد الدمشقي، حدثنا الوليد، عن معاوية بن أبي سلام، عن أبيه، عن جده أبي سلام، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره.
وفي إسناده الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن.
ووالد معاوية هو سلام بن أبي سلام، قال أبو حاتم: سلام بن أبي سلام الحبشي والد معاوية بن سلام، لا أعلم أحدًا روى عنه، إنما الناس يروون عن معاوية بن سلام، عن جده، وعن معاوية بن سلام، عن أخيه، فأما معاوية بن سلام عن أبيه فلا".
وقد قال أبو داود عقب الحديث المذكور: "إنما هو عن معاوية، عن أخيه، عن جده". نقله عنه المزي في تحفة الأشراف (١١/ ٢٥٨).
ولذا قال المزي في ترجمة سلام بن أبي سلام من تهذيب الكمال بعد ما أشار إلى رواية أبي داود هذه من طريق معاوية بن سلام، عن أبيه، عن جده قال: "إن كان ذلك محفوظا".
ثم إن سلام بن أبي سلام هذا لم يوثقه أحد، لذا قال الحافظ ابن حجر: مجهول.