السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته، فأمره وبين يديه ركوة - أو علبة يشك عمر - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه يقول: "لا إله إلا الله، إن للموت سكرات" ثم نصب يده، فجعل يقول: "في الرفيق الأعلى" حتى قبض ومالت يده.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٤٤٤٩) عن محمد بن عبيد، حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد، قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره، أن عائشة كانت تقول: فذكرته.
وروي عن عاشة أنها قالت: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالموت وعنده قدح فيه ماء، وهو يدخل يده في القدح، ثم يمسح وجهه بالماء، ثم يقول: "اللهم، أعني على غمرات الموت أو سكرات الموت".
رواه الترمذي في السنن (٩٧٨) والشمائل (٣٨٧) وابن ماجه (١٦٢٢) وأحمد (٢٤٣٥٦) وصحّحه الحاكم (٣/ ٥٦ - ٥٧) كلهم من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمد، عن عائشة.
وقال الترمذي: "حسن غريب".
كذا قال! وابن سرجس مجهول، لم يرو عنه إلا ابن الهاد، ولم يوثقه أحد.
تنبيه: وقع عند ابن ماجه "يزيد بن أبي حبيب" والصواب ما رواه الجماعة يعني: "يزيد بن الهاد".
[١٠ - باب آخر كلمة تكلم بها النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل موته]
• عن عائشة أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل أن يموت وهو مسند إلى صدرها، وأصغت إليه وهو يقول: "اللهم اغفر لي، وارحمني، وألحقني بالرفيق".
متفق عليه: رواه مالك في الجنائز (٤٦) عن هشام بن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، قالت: فذكرته.
وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٤: ٨٥) من طريق مالك به.
وأخرجه البخاري في المغازي (٤٤٤٠) من طريق عبد العزيز بن مختار، عن هشام بن عروه به.
[١١ - باب ما جاء في وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -]
قال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: ٣٠].
بقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه عشرة أيام، كما جاء في رواية سليمان التيمي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرض لاثنتين وعشرين ليلة من صفر، وبدأه وجعه عند وليدة له، يقال لها ريحانة، كانت من سبي اليهود، وكان أول يوم مرض فيه يوم السبت، وكانت وفاته اليوم العاشر، يوم الاثنين لليلتين خلتا