انظر للمزيد: كتاب الطب باب الرقية.
ما جاء عن الأئمة في صفة العلو:
قال الذّهبيّ في "العلو" (٣٣٢): "وبلغنا عن أبي مطيع الحكم بن عبد اللَّه البلخيّ صاحب "الفقه الأكبر" قال: "سألتُ أبا حنيفة عمّن يقول: لا أعرفُ ربّي في السّماء أو في الأرض؟ فقال: قد كفر؛ لأنّ اللَّه يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه: ٥] وعرشه فوق سماواته. فقلتُ له: إنّه يقول: أقول على العرش استوى، ولكن قال: لا يدرى العرش في السماء أو في الأرض؟ فقال: إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر".
وقال أيضًا: "واللَّه تعالى يُدعى من أعلى لا من أسفل؛ لأنّ الأسفل ليس وصف الرّبوبية والألوهية في شيء".
وقال مالك رحمه اللَّه تعالى: "اللَّه في السماء، وعلمه في كلّ مكان لا يخلو منه مكان". "العلو" (٣٤٣).
وقد سُئل رحمه اللَّه تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فأطرق مالكٌ وعلاه الرّحضاء (يعني العرق) وانتظر القومُ ما يجيء منه فيه، فرفع رأسه إليه وقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأحبك رجل سَوء، وأمر به فأُخرج". ذكره ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص ٣٨)، والبيهقي في الاعتقاد (ص ١١٦).
وقال الشّافعي رحمه اللَّه تعالى: "القول في السّنة التي أنا عليها، ورأيتُ أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتُهم وأخذتُ عنهم: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا اللَّه، وأن محمّدًا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأن اللَّه تعالى على عرشه في سمائه، يقرب من خلقه كيف شاء، وأنّ اللَّه تعالى ينزل إلى السّماء الدّنيا كيف شاء".
ذكره الذهبيّ في "العلو" (٤٠٤) نحوه أو قريبًا منه.
قال الحاكم: سمعتُ الأصمّ يقول: سمعتُ الرّبيع، سمعتُ الشافعيّ -وقد روى حديثًا- فقال له رجل: تأخذ بهذا يا أبا عبد اللَّه؟ فقال: "إذا رويتُ حديثًا صحيحًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم آخذ به فأشهدكم أنّ عقلي قد ذهب". "العلو" (٤٠٦).
قال عبد اللَّه بن أحمد: قيل لأبي: "ربنا تبارك وتعالى فوق السماء السابعة على عرشه، بائن من خلقه، وقدرته وعلمه بكل مكان؟ قال: نعم، لا يخلو شيء من علمه". اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم (١٣٥).
١٧ - باب ما جاء في استواء اللَّه تعالى على العرش
قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه: ٥].