وهم أصحاب عبد الله بن أبي ابن سلول رجعوا في أثناء الطريق.
قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن مسلم بن شهاب ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا كلهم قد حدث قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني حين خرج إلى أحد - في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كان بالشوط - بين أحد والمدينة - انخزل عنه عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الناس وقال: أطاعهم فخرج وعصاني، والله لا ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس، فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريب، واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة، يقول: يا قوم! أذكر الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عندما حضر من عدوكم، قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أن يكون قتال.
فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم قال: أبعدكم الله أعداء الله، فسيغني الله عنكم، ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
• عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج يوم أحد حتى إذا جاوز ثنية الوداع إذا بكتيبة خشناء فقال:"من هؤلاء؟ " قالوا: هذا عبد الله بن أبي ابن سلول في ستمائة من مواليه من اليهود من أهل قينقاع، وهم رهط عبد الله بن سلام قال:"وقد أسلموا؟ " قالوا: لا يا رسول الله! قال: "قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين".
حسن: رواه ابن سعد في طبقاته (٢/ ٤٨) والحاكم (٢/ ١٢٢) كلاهما من حديث الفضل بن موسى السيناني، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن سعد بن المنذر، عن أبي حميد الساعدي فذكره.
حسّنه الحافظ في المطالب (٤٢٦٣) وذلك من أجل سعد بن المنذر فإنه وإن لم يوثّقه غير ابن حبان فإنه ما روى به موافق للتاريخ.
[٤ - باب لبس النبي - صلى الله عليه وسلم - الدرعين]
• عن الزبير بن العوام قال: كان على النبي - صلى الله عليه وسلم - درعان يوم أحد، فنهض إلى الصخرة فلم يستطع، فأقعد طلحة تحته، فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه، حتى استوى على الصخرة، فقال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أوجب طلحة".