قال الحاكم: "هذا حديث صحيح ولا أعرف له علة".
وقال البيهقي: "وهذا إسناد صحيح، وسألت أحمد بن علي الأصبهاني عن أخي سالم هذا فقال: اسمه عبد الله بن أبي الجعد.
وأقرّها الحافظ في التلخيص. إلا أنَّ في إسناده أخي سالم بن أبي الجعد لم يسم، فإن كان هو عبد الله بن أبي الجعد فلم يوثقه غير ابن حبان فإنه قد ذكره في كتابه الثقات، ولذا قال الحافظ في التقريب: "مقبول".
وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٤/ ٣٩٦): "لا يعرف حاله". وقال الذهبي في الميزان (٢/ ٤٠٠): "وعبد الله هذا وإن قد وثق ففيه جهالة".
وفي الباب أيضًا عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استوهب وَضوءًا، فقيل له: لم نجد ذلك إلا في مسك ميتة. قال: "أدبغتموه؟ " قالوا: نعم، قال: "فهلُمَّ فإن ذلك طهورُه".
رواه الطبراني في الأوسط (٩٢١٥) عن مفضل، ثنا أبو حُمَة، ثنا أبو قرة، عن ابن جريج، أخبرني أبو قزعة، عن أنس بن مالك فذكره.
قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢١٧): "إسناده حسن".
قلتُ: فيه أبو حمة واسمه محمد بن يوسف الزبيدي لم يوثقه إلا ابن حبان بذكره إياه في الثقات، فقال: من أهل اليمن يروي عن ابن عيينة، وكان راويًا لأبي قرة، حدّثنا عنه المفضل بن محمد الجندي وغيره، ربما أخطأ وأغرب، كنيته أبو يوسف وأبو حمة لقب. وقال ابن القطان: "لا أعرف حاله". وله إسناد آخر أضعف منه.
وأما ما روي عن أم سليم الأشجعية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاها وهي في قبة فقال: "ما أحسنها إن لم يكن فيها ميتة". قالت: فجعلتُ أتتبعُها. فهو ضعيف.
رواه أحمد (٢٧٤٦٥)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٥٦) كلاهما من طريق سفيان (هو الثوري)، عن حبيب بن أبي ثابت، عن رجل، عن أم سلمة فذكرته.
وإسناده ضعيف فيه رجل لم يُسمّ. وبه أعلّه الهيثمي في المجمع (١/ ٢١٨).
٢ - باب ما رُويَ في النهي عن الانتفاع بجلود الميتة
رُويَ عن عبد الله بن عُكيم قال: قرئ علينا كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأرض جهة وأنا غلام شاب -: "أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصبٍ". وزاد في رواية: قبل موته بشهر.
رواه أبو داود (٤١٢٧)، والنسائي (٤٢٦٠)، وابن ماجه (٣٦١٣)، وأحمد (١٨٧٨٠)، وصحّحه ابن حبان (١٢٧٨)، كلهم من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن عُكيم فذكره، ورجاله ثقات.
ورواه الترمذي (١٧٢٩) من وجه آخر عن الحكم، وقال: "حديث حسن".