النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد نزل عليه الوحي؟ قال: فرفع عمر طرف الثوب فنظرتُ إليه له غطيطٌ (قال: وأحسبه قال: ) كغطيط البكر قال: فلما سرِّيَ عنه قال: "أين السائل عن العمرة؟ اغسل عنك أثر الصفرة (أو قال: أثر الخلوق) واخلع عنك جبتك، واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك".
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل القرآن (٤٩٨٥)، ومسلم في الحج (١١٨٠: ٦) كلاهما من حديث همام، حدثنا عطاء بن أبي رباح، قال: أخبرني صفوان بن يعلى فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
وقوله: "غطيط" هو كصوت النائم.
وقوله: "كغطيط البكر" أي: الفتي من الإبل.
• عن عبادة بن الصّامت قال: كان نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أُنزل عليه الوحي كُرب لذلك، وتربَّد وجهُه.
وفي رواية: كان النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أُنزل عليه الوحي نكس رأسَه، ونكس أصحابُه رؤوسهم. فلما أُتْلي عنه رفع رأسَه.
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٣٣٤) من طريقين عن قتادة، عن الحسن، عن حطّان بن عبد اللَّه، عن عبادة بن الصّامت، فذكره.
[٥ - باب ما جاء في ثقل الوحي]
قال اللَّه تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [سورة المزمل: ٥].
• عن عائشة في حديث الإفك الطّويل قالت: واللَّه يعلمُ أني بريئةٌ، وأنّ اللَّه مبرِّئي ببراءتي، ولكن واللَّهِ ما كنتُ أظنُّ أنّ اللَّه منزلٌ في شأني وحْيًا يُتلى لشأني في نفسي كان أحقرَ من أن يتكلّم اللَّهُ فيَّ بأمْرٍ، ولكن كنتُ أرجو أن يرى رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في النّوم رؤيا يبرئني اللَّه بها، فواللَّهِ ما رام رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مجلسَه ولا خرج أحدٌ من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البُرَحاء حتى إنّه ليتحدَّرُ منه من العرق مثل الجمان، وهو في يوم شاتٍ من ثقل القول الذي أنزل عليه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٤١)، ومسلم في التوبة (٢٧٧٠) كلاهما من حديث إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة بن الزّبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، عن عائشة، فذكرته في قصة الإفك.
• عن زيد بن ثابت قال: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أملى عليَّ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ