كُهَيل الحضرمي، ومحمد بن الوليد بن نويفع مولى آل الزبير، كلاهما حدّثني عن كُرَيبٍ مولى عبد الله بن عبَّاسٍ، عن عبد الله بن عبَّاسٍ فذكره.
وإسناده حسن لأجل ابن إسحاق؛ فإنَّه قد صرَّح بالتحديث، وهو صدوق.
وقد صحّحه ابن حبَّان (٢٥٧٠) ورواه من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه بهذا الإسناد، ومحمد بن الوليد بن نويفع "مقبول" لأنه توبع.
[١٠ - باب قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - في أوقات مختلفة من الليل]
• عن مسروق قال: سألت عائشة رضي الله عنها: أي العمل كان أحبَّ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: الدائم، قلت: متى كان يقوم؟ قالت: إذا سمع الصارخَ قام فصَلَّى.
متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (١١٣٢)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٤١) كلاهما من طريق أبي الأحوص، عن الأشعث، عن أبيه، عن مسروق فذكره. ولفظهما سواء.
قوله: "الصارخ" قال النووي: "هنا الديك باتفاق العلماء، قالوا: سمي بذلك لكثرة صياحه". انتهى.
وقال الحافظ: "الصرخة - الصيحة الشديدة، وجرت العادة أن الديك يصيح عند نصف الليل غالبًا قاله محمد بن ناصر".
قال ابن التين: "وهو موافق لقول ابن عباس: نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل".
• عن عائشة قالت: ما أَلْفاهُ السَّحَرُ عِنْدي إلَّا نائمًا - تعني النبي - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (١١٣٣) عن موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، قال: ذكر أبي، عن أبي سلمة، عن عائشة فذكرت مثله. كذا قال: "ذكر أبي".
ورواه أبو داود (١٣١٨) عن أبي توبة، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه فذكر مثله. وبهذا انتفت شبهة الانقطاع، ورواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٤٢) من طريق مسعر، عن سعد، عن أبي سلمة عنها قالت: ما ألْفي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - السحرُ الأعلى في بيتي، أو عندي إلا نائمًا.
قوله: السحر الأعلى: هو من آخر الليل ما قبيل الصبح
وقوله: ما ألفاه - بالفاء - أي ما وجده.
• عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالليل؟ قالت: كان ينامُ أَوَّلَه، ويُحيي آخره، ثم إن كانت له حاجة إلى أهله قضى حاجته، ثم ينام. فإذا كان عند النداء الأول وَثَبَ فأفاض عليه الماء، وإن لم يكن جُنبًا توضأ وُضوءَ الرجلِ للصَّلاةِ ثم صلَّى الركعتين.
وفي رواية: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل حتى يكون آخر صلاته الوتر.