قلت: هؤلاء كلهم ثقات فلا يضر تفردهم.
قوله: "إن هذا نعل قرشي" أي أنها تؤكد أن هذا النعل للقرشي الذي هلك.
• عن عائشة قالت: دخل علي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يقول: يا عائشة، قومُكِ أسرعُ أمتي بي لِحاقًا قالت: فلما جلس قلت: يا رسول اللَّه! جعلني اللَّه فداءك، لقد دخلت وأنت تقول كلاما ذَعَرني قال: "وما هو؟ ": قالت: تزعم "أن قومي أسرع أمتك بك لحاقا" قال: "نعم" قالت: ومم ذاك؟ قال: "تستحليهم المنايا، وتنفِسُ عليهم أمتُهمِ" قالت: فقلت: فكيف الناس بعد ذلك أو عند ذلك؟ قال: "دَبًى يأكلُ شدادُه ضعافه حتى تقوم عليهم الساعة".
قال أبو عبد الرحمن: فسّره رجلٌ هو: الجنادبُ التي لم تَنبت أجنحتُها.
صحيح: رواه أحمد (٢٤٥١٩، ٢٤٥٩٦) عن هاشم بن القاسم، حدّثنا إسحاق بن سعيد (هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص)، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. وإسناده صحيح.
وللحديث طرق أخرى: منها ما رواه أحمد (٢٤٤٥٧) عن موسى بن داود قال: حدّثنا عبد اللَّه ابن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا عائشة، إن أول من يهلك من الناس قومك"، قالت: قلت: جعلني اللَّه فداءك، أبني تيم؟ قال: "لا، ولكن هذا الحي من قريش، تستحليهم المنايا، وتنفس عنهم أول الناس هلاكا". قلت: فما بقاء الناس بعدهم؟ قال: "هم صلب الناس، فإذا هلكوا هلك الناس".
وعبد اللَّه بن المؤمل فيه ضعف، إلا أنه توبع في أصل الحديث.
[٤٣ - باب أن هذه الأمة تتبع سنن اليهود والنصارى]
• عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جحر ضَبٍّ تبعتموهم" قلنا: يا رسول اللَّه، اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟ ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٢٠)، ومسلم في العلم (٢٦٦٩) كلاهما من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لتتبعن سنن من كان قبلكم باعا بباع، وذراعًا بذراعٍ، وشبرًا بشبرٍ، حتى لو دخلوا في جحر ضَبٍّ لدخلتم فيه"، قالوا: يا رسول اللَّه، اليهود والنصارى؟ قال: "فمن إذًا؟ ".
حسن: رواه ابن ماجه (٣٩٩٤)، وأحمد (٩٨١٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٧٢) كلهم من