للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإسناده صحيح. وعبد اللَّه بن شقيق روى عن الخلفاء الأربعة عدا أبي بكر، ولم أقف من نصَّ على أنه لم يسمع محجَن بن الأدرع كما أنه لم يعرف بالتدليس، فالأصل في عنعنته أنّها تحمل على السّماع، وقد صحّحه الحاكم (٤/ ٥٤٣) على شرط مسلم، إلّا أنّ فيه حمّاد بن سلمة يرويه عن خالد الحذّاء. وهذه متابعة للجريريّ لأنه اختلط بآخره، لكن رواية حماد بن سلمة عنه قبل اختلاطه.

وقال الهيثميّ في "المجمع" (٣/ ٣٠٨): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح".

ولا يعكّر على هذا ما رواه الإمام أحمد (١٨٩٧٦، ١٨٩٧٧) من أوجه عن شعبة، عن أبي بشر، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن رجاء بن أبي رجاء، قال: كان بريدة على باب المسجد، فمرّ محجنٌ عليه، فذكر بعض لفظ الحديث كسابقه وفيه: "فيجد على كلّ باب من أبوابها ملكًا مصلتًا بجناحه فلا يدخلها".

فأدخل بين عبد اللَّه بن شقيق وبين محجن "رجاء بن أبي رجاء" فلعلّ هذا من المزيد في متصل الأسانيد.

وأبو بشر هو: جعفر بن إياس أبو بشر بن أبي وَحْشيّة ثقة، روى له الجماعة إلّا أنّ شعبة كان يتكلّم فيه، فلعلّه وهم فأدخل الواسطة بين عبد اللَّه بن شقيق وبين محجن في حين أن رجاء بن أبي رجاء "مقبول" لأنّه لم يوثقه غير ابن حبان.

• عن جابر في سياق طويل وفيه: "إنّ الدّجال يرد كلّ ماء ومنهل إلّا المدينة ومكّة، حرّمهما اللَّه عليه، وقامت الملائكةُ بأبوابها".

حسن: رواه أحمد (١٨٩٥٤)، والحاكم (٤/ ٥٣٠) كلاهما من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره. وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.

وقال الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ٣٤٤): "رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح".

٢٥ - باب ما جاء في مخاصمة ملائكة الرّحمة وملائكة العذاب

• عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ نبيَّ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُلَّ على راهبٍ، فأتاه فقال: إنّه قتل تسعة وتسعين نفسًا، فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله فكمّل به مائة. ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على رجل عالم، فقال: إنّه قتل مائةَ نفسٍ، فهل له من توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التّوبة، انْطلِق إلى أرض كذا وكذا فإنّ بها أناسًا يعبدون اللَّه فاعبد اللَّه معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنّها أرضُ سُوء. فانْطلقَ حتّى إذا نصَفَ الطّريق، أتاه الموتُ فاختصمَتْ فيه ملائكة الرّحمة وملائكةُ العذاب. فقالت ملائكة الرّحمة: جاء تائبًا مقبلًا بقلبه إلى اللَّه. وقالت ملائكة العذاب: إنّه لم يعمل خيرًا قطّ فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>