فوضعت يدي عليه، فقلت: واللَّه! ما رأيت كاليوم رجلا أشد حرا، فقال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ألا أخبركم بأشد حرا منه يوم القيامة؟ هذينك الرجلين الراكبين المقفيين".
صحيح: رواه مسلم في صفات المنافقين (٢٧٨٣) عن عباس بن عبد العظيم العنبري، حدّثنا أبو محمد النضر بن محمد بن موسى اليمامي، حدّثنا عكرمة، حدّثنا إياس، حدثني أبي، قال: فذكره.
• عن أنس قال: كان رجل نصرانيا فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فعاد نصرانيا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته اللَّه فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٦١٧) -واللفظ له- عن أبي معمر، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا عبد العزيز، عن أنس، فذكره.
ورواه مسلم في صفات المنافقين (٢٧٨١) من وجه آخر عن أنس نحوه. وفيه: كان منّا رجل من بني النجّار.
وقوله:"ما يدري محمد إلا ما كتبت" هو كذبٌ محضٌ، ولذلك أذاقه اللَّه عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة.
وأما ما روي عن أنس أن رجلا كان يكتب للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد كان قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا -يعني عظم- فكان النبي عليه الصلاة والسلام يملي عليه غفورًا رحيمًا فيكتب عليمًا حكيمًا، فيقول له النبي عليه الصلاة والسلام: اكتب كذا وكذا، اكتب كيف شئت، ويملي عليه عليمًا حكيمًا، فيقول: أكتب سميعًا بصيرًا فيقول: اكتب كيف شئت، فارتد ذلك الرجل عن الإسلام، فلحق بالمشركين، وقال: أنا أعلمكم بمحمد، إن كنت لأكتب كيفما شئت، فمات ذلك الرجل، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن الأرض لم تقبله.
وقال أنس: فحدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل، فوجده منبوذًا، فقال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه مرارًا، فلم تقبله الأرض. فهو منكر.