يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، يا عائشة، لا تردي المسكين ولو بشق تمرة، يا عائشة، أحبي المساكين وقربيهم، فإن اللَّه يقربك يوم القيامة".
رواه الترمذيّ (٢٣٥٢)، والبيهقي في الكبرى (٧/ ١٢) كلاهما من طريق ثابت بن محمد العابد الكوفي، حدّثنا الحارث بن النعمان الليثي، عن أنس، فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث غريب".
وهو كما قال، فإن الحارث بن النعمان ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وقال البخاري: "منكر الحديث".
وفي الباب ما روي عن جابر بن عبد اللَّه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا".
رواه الترمذيّ (٢٣٥٥)، وأحمد (١٤٤٧٦) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن يزيد المقرئ، حدّثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عمرو بن جابر الحضرمي، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وعمرو بن جابر الحضرمي، هو أبو زرعة المصري، ضعيف في حديثه، ومتكلم في دينه واعتقاده. كان يعتقد أن عليًّا في السحاب. قال أحمد: "روى عن جابر أحاديث مناكير" ومع ذلك حسّنه الترمذيّ.
وفي الباب ما روي عن ابن عمر قال: اشتكى فقراء المهاجرين إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ما فضل اللَّه به عليهم أغنياءهم، فقال: "يا معشر الفقراء ألا أبشركم أن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، خمسمائة عام" ثم تلا موسى هذه الآية: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: ٤٧].
رواه ابن أبي شيبة (٣٥٥٢٨)، وابن ماجه (٤١٢٤) كلاهما من طرق عن موسى بن عبيدة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
وموسى بن عبيدة هو الربذي، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم، وهو يروي عن عبد اللَّه بن دينار أحاديث منكرة كما قال أحمد وابن معين.
قلت: وهذا من روايته عن عبد اللَّه بن دينار.
[١٥ - باب انتزاع الغل من صدور أهل الجنة قبل الدخول فيها]
قال اللَّه تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٧)} [سورة الحجر: ٤٧]
• عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده،