حجّاج الصّواف، عن أبي الزّبير، عن جابر، فذكره.
وعنه ابن حبان في صحيحه (٥٥٣٣).
ورواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (٨٥٤) من وجه آخر عن إبراهيم، به، مثله. ورواه أيضًا هو (٨٥٣) من وجه آخر عن المغيرة بن مسلم، والحاكم (١/ ٥٤٨) من طريق هشام صاحب الدّستوائيّ - كلاهما عن أبي الزّبير، به، نحوه. قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
وقال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ١٢٠): "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج وهو ثقة".
وإسناده حسن من أجل أبي الزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس أحد أئمة الحديث، اعتمده مسلم، وروى له البخاري متابعة وهو ممن عُرِفَ بالتدليس، فإذا عُرِفَ تدليسه بإسناد آخر رُدَّ حديثه، وإلا فيُقبل إنْ كان لحديثه أصل، وهذا منه.
٥٠ - باب إنّ الملائكة يكتبون أعمال القلوب
• وعن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قالت الملائكة: ربّ ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة -وهو أبصر به- فقال: ارقبوه. فإنّ عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنّما تركها من جرَّايَ".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٢٩) من طريق عبد الرزّاق، نا معمر، عن همام بن منبّه، قال: هذا ما حدَّثنا به أبو هريرة، عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر أحاديث منها هذا.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قال اللَّه عزّ وجلّ: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنةً فلم يعملها فاكتبوها له حسنةً، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٥٠١)، ومسلم في الإيمان (١٢٨) كلاهما من طريق أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكر الحديث. واللّفظ للبخاريّ، وأما مسلم فلم يذكر "إلى سبعمائة".
وهذه الزيادة ثابتة في صحيح مسلم في روايات أبي هريرة الأخرى من غير هذا الطّريق.
وقوله: "فلا تكتبوها" الكلام الموجه إلى الملائكة.
وأمّا ما رُوي عن عمّار بن ياسر: "إنّ الملائكةَ لا تقرب جيفة الكافر المتضمخ بالزّعفران، والجنب". فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٤١٧٦) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا حمّاد (وهو ابن سلمة)، أخبرنا عطاء