النّاس بصعقون يوم القيامة فأكون أوَّلَ من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أكان فيمن صعق أم حوسب بصعقة الأولى".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الخصومات (٣٤١٢) عن موسى بن إسماعيل، حدّثنا وُهيب، حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد، فذكر مثله.
وفي الحديث قصة الخصومة بين المسلم واليهودي، وستأتي في موضعه.
ورواه الشيخان - البخاريّ (٣٣٩٨)، ومسلم في الفضائل (٢٣٧٤) كلاهما من حديث سفيان، عن عمرو بن يحيى بإسناده وليس فيه ذكر لقوائم العرش.
قال العلماء: إنّما قال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تواضعًا إن كان قاله قبل أن أعلم أنه أفضل الخلق، وإن كان قاله قبل علمه بذلك فلا إشكال. وإلّا فقد ثبت بالكتاب والسَّنة بأنّ النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أفضل الخلق، وإنّ اللَّه تبارك وتعالى فضّل بعض الرسل على البعض كما قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [سورة البقرة: ٢٥٣] ".
١٠ - باب أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتله نبيٌّ، أو قتل نبيا
• عن عبد اللَّه بن مسعود أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي، أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين".
حسن: رواه أحمد (٣٨٦٨)، والبزار كشف الأستار (١٦٠٣) كلاهما من طريق عبد الصمد، عن أبان بن يزيد، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللَّه (هو ابن مسعود) فذكره.
قال البزّار: لا نعلم أسنده عن أبي وائل غير أبان.
قلت: لا يضر تفرد أبان بن يزيد فإنه ثقة من رجال الصحيحين.
وإسناده حسن من أجل عاصم هو ابن أبي النجود فإنه حسن الحديث.
وذكر الدارقطني في العلل (٥/ ٣٠٤ - ٣٠٥) هذا الحديث من طرق مدارها على أبي إسحاق السبيعي، وأعلَّها بالوقف، ولكن ليس في إسناد أحمد والبزار ذكر أبي إسحاق. واللَّه أعلم.
وقوله: "من الممثلين" أي مصور، يقال: مثّلت -بالتثقيل، والتخفيف- إذا صورت مثالا، والتمثال الاسم منه. قاله ابن الأثير في النهاية.
١١ - باب عصمة الأنبياء فيما يخبرون عن اللَّه سبحانه وتعالى
قال اللَّه تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [سورة البقرة: ١٣٦].