إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحبُّ إلي من أن أعتق أربعة".
حسن: رواه أبو داود (٣٦٦٧) عن محمد بن المثنى، حدثني عبد السلام، يعني ابن مطهر (أبو ظفر)، حدثنا موسى بن خلف العمي، عن قتادة، عن أنس فذكره.
وعبد السلام بن مطهر صدوق. وموسى بن خلف انفرد فيه ابن حبان فقال: أكثر من المناكير، ووثقه العجلي، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
• عن عبد الله بن عمرو قال: صلَّينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغربَ فرجع مَن رجع، وعقَّب من عقَّب. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسرِعًا قد حفزه النَّفَسُ، وقد حسر عن رُكبتيه، فقال: "أبشروا! هذا ربُّكم قد فتح بابًا من أبواب السماء، يُباهي بكم الملائكة، يقول: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضةً، وهم ينتظرون أُخرى".
صحيح: رواه ابن ماجه (٨٠١) عن أحمد بن سعيد الدارمي، قال: حدَّثنا النضر بن شُمَيلٍ، قال: حدَّثنا حمَّاد، عن ثابت، عن أبي أيُّوب، عن عبد الله بن عمرو .. فذكر الحديث. وإسناده صحيحٌ.
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٦٧٥٠) عن عفَّان، حدَّثنا حمَّاد -يعني ابن سلمة. وزاد في أوَّلِ الحديث فضيلة لا إله إلَّا الله. وسيأتي في كتاب الأدعية.
٨ - باب فضل بناء المساجد والحثّ عليها
• عن محمود بن لبيد أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد. فكره الناس ذلك. فأحبوا أن يدعَه على هيئته. فقال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بنى مسجدًا لله بنى الله له في الجنة مثلَه".
متفق عليه: رواه مسلم في المساجد (٥٣٣/ ٢٥) من طريق الضحاك بن مخلد، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني أبي، عن محمود بن لبيد به فذكره.
ورواه الشيخان: البخاري في الصلاة (٤٥٠)، ومسلم كلاهما من طريق ابن وهب، قال:
أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكيرًا حدَّثه، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدَّثه، أنه سمع عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان بن عفان يقول عند قول الناس فيه حين بني مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -: إنكم أكثرتم عَليَّ، وإني سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من بنى مسجدًا -قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله- بنى الله له مثله في الجنة".
وفي رواية عند مسلم: "بيتًا في الجنة".
وقوله: حين أراد أن يبني: أي يوسع مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال عبد الله بن عمر أن المسجد كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبنيًّا باللَّبِنِ، وسقفُه الجريدُ، وعُمُدُه خشْبُ النخلِ، فلم يزد فيه أبو