فقال الزبير بن بكار: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير إبراهيم القاسم وعبد الله.
قال الصالحي في سبل الهدى (١١/ ١٦) وهو قول أكثر أهل النسب. ونقل عن الدارقطني قوله:"وهو الأثبت، وصحّحه الحافظ عبد الغني المقدسي".
[٢٧ - باب ما جاء في لقب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأمين]
عن ابن إسحاق، قال: فشب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ومعايبها، لما يريد به من كرامته ورسالته، وهو على دين قومه، حتى بلغ أن كان رجلًا أفضل قومه مروءة، وأحسَنهم خلقًا، وأكرمهم مخالطة، وأحسَنهم جوارًا، وأعظمهم خلقًا، وأصدقهم حديثًا، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزهًا وتكرمًا، حتى ما اسمه في قومه إلا "الأمين" لما جمع الله عز وجل فيه من الأمور الصالحة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لي، يحدث عما كان يحفظه الله عز وجل به في صغره وأمر جاهليته. سيرة ابن إسحاق رقم الفقرة (٥٤).
وثبت هذا اللقب بأحاديث الباب الآتي وأما قوله:"وهو على دين قومه" فهو منكر كما سيأتي بيانه في باب: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - على دين إبراهيم قبل البعثة.
[٢٨ - باب في وضعه - صلى الله عليه وسلم - الحجر الأسود عند بناء الكعبة وهو في خمس وثلاثين سنة]
• عن مجاهد، عن مولاه أنه حدثه أنه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية قال: ولي حجر أنا نحتّه بيدي، أعبده من دون الله تبارك وتعالى، فأجيء باللبن الخاثر الذي أنفسه على نفسي، فأصبّه عليه، فيجيء الكلب فيلحسه، ثم يشغر، فيبول، فبنينا حتى بلغنا موضع الحجر، وما يرى الحجر أحد، فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرجل يكاد يتراءى منه وجه الرجل. فقال بطن من قريش: نحن نضعه. وقال آخرون: نحن نضعه، فقالوا: اجعلوا بينكم حكمًا، قالوا: أول رجل يطلُع من الفج، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالو: أتاكم الأمين. فقالوا له: فوضعه في ثوب، ثم دعا بطونهم، فأخذوا بنواحيه معه، فوضعه هو - صلى الله عليه وسلم -.
حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٥٠٤) والحاكم (١/ ٤٥٨) كلاهما من حديث هلال بن خباب، ثنا مجاهد فذكره.
واسم مولى مجاهد: عبد الله بن السائب كما جاء مصرحًا في دلائل النبوة لأبي نعيم (١/ ٢٢٤).
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وقال الهيثمي في المجمع (٣/ ٢٩٢): "رواه أحمد وفيه هلال بن خباب وهو ثقة وفيه كلام