قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في هلال بن خباب العبدي مولاهم غير أنه حسن الحديث. ثم هو ليس من رجال مسلم، وإنما هو من رجال السنن.
• عن علي بن أبي طالب قال: فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه. فقالوا: نحكم بيننَا أول رجل يخرج من هذه السكة. فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول من خرج عليهم، فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط، ثم ترفعه جميع القبائل كلهم، ثم أخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعه.
حسن: رواه الحاكم (١/ ٤٥٨، ٤٥٩) والبيهقي في الدلائل (٢/ ٥٦، ٥٥) كلاهما من حديث سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عن علي بن أبي طالب فذكره في قصة طويلة.
قال الحاكم: وله شاهد صحيح على شرطه (يعني مسلمًا).
قلت: إسناده حسن من أجل خالد بن عَرعرة فإنه حسن الحديث إلا أنه ليس من رجال مسلم، ويشهد له مرسل الزهري.
رواه البيهقي في الدلائل من طريق يعقوب بن سفيان قال: حدثني أصبغ بن فرج، قال: أخبرني ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب قال: لما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحلم أجمرتْ امرأة الكعبة، وطارت شرارة من مجمرتها في ثياب الكعبة فاحترقتْ. فهدموها، حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن. اختصمت قريش في الركن. أي القبائل تلي رفعه؟ فقالوا: تعالوا نُحكم أول من يطلع علينا. فطلع عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو غلام عليه وشاح نمرة. فحكموه - فأمر بالركن فوضع في ثوب، ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاها ناحية من الثوب، ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن. فكان هو يضعه، حتى دعوه الأمين قبل أن ينزل عليه وحي، فطفقوا لا ينحرون جزورًا إلا التمسوه فيدعو لهم فيها.
• عن أبي الطفيل قال: كانت الكعبة في الجاهلية مبنية بالرضم ليس فيها مدر، وكانت قدر ما يقتحمها العناق، وكانت غير مسقوفة، إنما توضع ثيابها عليها، ثم يُسدل سدلًا عليها، وكان الركن الأسود موضوعًا على سورها، باديا، وكانت ذات ركنين كهيئة هذه الحلقة، فأقبلت سفينة من أرض الروم، حتى إذا كانوا قريبًا من جدة انكسرت السفينة، فخرجت قريش ليأخذوا خشبها، فوجدوا روميًا عندها، فأخذوا الخشب، أعطاهم إياها، وكان السفينة تريد الحبشة، وكان الرومي الذي في السفينة نجارًا، فقدموا بالخشب، وقدموا بالرومي، فقالت قريش: نبني بهذا الخشب بيت ربنا، فلما أن أرادوا هدمه، إذا هم بحيّة على سور البيت، مثل قطعة الجائز سوداء الظهر، بيضاء البطن، فجعلت كلما دنا أحد من البيت ليهدمه، أو يأخذ من حجارته