للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا محمد؟ قال: "بل عارية مضمونة حتَّى نؤديها إليك" ثمّ خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سائرًا.

حسن: رواه الحاكم (٣/ ٤٨ - ٤٩) عن أبي العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن جابر بن عبد الله فذكره.

ومن طريقه رواه البيهقيّ في الدلائل (٥/ ١١٩ - ١٢١) واللّفظ له، وقال: وعمرو بن شعيب والزهري وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن المكدّم بن عبد الرحمن الثقفي، عن حديث حنين حين سار إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وساروا إليه، فبعضهم يحدث ما لا يحدث به بعض. وقد اجتمع حديثهم فذكر نحوه.

وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه صرّح وصحّحه الحاكم.

وذكر ابن هشام في سيرته (٢/ ٤٣٧ - ٤٣٨) نحوه، وحذف الإسناد.

وقال البيهقيّ: زاد أبو عبد الله في روايته قال: قال ابن إسحاق، حَدَّثَنَا الزّهري، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين في ألفين من مكة، وعشرة آلاف كانوا معه فسار بهم.

أي ألفين من أهل مكة الذين عرفوا بالطلقاء، وعشرة آلاف من المهاجرين والأنصار، وقبائل العرب الذين جاؤوا مع النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لفتح مكة، فالتقوا بواد بين مكة والطائف يقال له "حنين".

[٢ - باب عدد جيش المسلمين يوم حنين]

• عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ أَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ بِنَعَمِهِمْ وَذَرَارِيِّهِمْ، وَمَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يومئذ عَشَرَةُ آلَافٍ ومعه الطُّلَقَاءُ، فَأَدْبَرُوا عَنْهُ حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ، فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ لَمْ يَخْلِطْ بَينَهُمَا شيئًا، قال: فالْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! " قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! " قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ. وَهْوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ، فَنَزَلَ فَقَالَ: "أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ"، فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، وأَصَابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غَنَائِمَ كَثِيرَةً، فَقَسَمَ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالطُّلَقَاءِ وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: إِذَا كَانَتْ الشدة فَنَحْنُ نُدْعَى، وَتعْطَى الغنائم غَيْرُنَا. فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! مَا حَدِيث بَلَغَنِي عَنْكُمْ" فَسَكَتُوا فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أما تَرْضوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُونَ بمحمد تَحُوزُونَهُ إِلَى بُيُوتِكُمْ" قَالُوا: بَلَى. يا رسول الله! رضينا، قال: فقال: "لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لأَخَذْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ".

<<  <  ج: ص:  >  >>