للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} [النحل: ٥٩، ٥٨].

وكان الرجل من العرب إذا ولدت له بنت وأراد أن يستحييها ألبسها جبة من صوف أو شعر، وتركها ترعى له الإبل والغنم في البادية، وإذا أراد أن يقتلها تركها حتى إذا صارت سداسية، قال لأمها: زَيِّنيها حتى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئرا في الصحراء، فإذا بلغ بها البئر قال لها: انظري إلى هذه البئر، فيدفعها من خلفها في البئر، ثم يهيل على رأسها التراب حتى يستوي البئر بالأرض، ذكره البغوي في تفسير سورة النحل.

والموؤودة تُسأل يوم القيامة بأنها على أي ذنب قتلت؟ ليكون ذلك تهديدا وتقريعا لقاتلها، فإنه إذا سئل المظلوم فما الظن بالظالم إذا؟ فهو يُسأل عن هذا الذنب من باب أولى، ويجازى عليه عند الله تعالى يوم القيامة.

٤ - باب قوله: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣)}

أي: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل - عليه السلام - الذي كان يأتيه بالوحي من عند الله على الصورة التي خلقه الله عز وجل عليها، وقد جاء في الصحيح.

• عن مسروق قال: كنت متكئا عند عائشة فقالت: يا أبا عائشة! ثلاث من تكلّم بواحدة منهنّ فقد أعظم على الله الفرية. قلت: ما هنَّ؟ قالت: من زعم أنّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رأى ربَّه فقد أعظم على الله الفريةَ. قال: وكنت متكئًا فجلستُ، فقلت: يا أمَّ المؤمنين! أنْظريني ولا تَعْجَلِيني، ألم يقل الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير: ٢٣] {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: ١٣]. فقالت: أنا أوّلُ هذه الأمّة سأل عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: "إنما هو جبريل، لم أرَهُ على صورته التي خُلِقَ عليها غير هاتين المرّتين. رأيتُه مُنهبطا من السّماء سادًّا عِظمُ خَلْقِه ما بين السّماء إلى الأرض" ... الحديث.

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٧٧) عن زهير بن حرب، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن داود، عن الشّعبيّ، عن مسروق، قال: فذكره في حديث طويل.

• * *

<<  <  ج: ص:  >  >>