قلت: كذا قال! وقد أخرجه أيضًا عن أنس، كما سبق، ولكن كلّه ضعيف.
٣٦ - باب ما جاء أنّ أولاد المسلمين في الجنّة
قال اللَّه تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [سورة الطّور: ٢١].
• عن أبي حسّان، قال: قلت لأبي هريرة: إنّه قد مات لي ابنان، فما أنت محدثي عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بحديث تُطَيِّبُ أنفسنا عن موتانا؟ قال: قال: نعم: "صغارهم دَعاميص الجنّة، يتلقَّى أحدُهم أباه -أو قال: أبويه- فيأخذ بثوبه -أو قال: بيده- كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى -أو قال: فلا ينتهي- حتّى يدخله اللَّه وأباه الجنّة".
صحيح: رواه مسلم في البر والصّلة (٢٦٣٥) من طرف عن المعتمر، عن أبيه، عن أبي السليل، عن أبي حسان، فذكره.
وقوله: "دعاميص". جمع دُعموص -وهو من صغار أهلها- أصل الدّعموص دُويبة تكون في الماء لا تفارقه، أي أن هذا الصغير في الجنّة لا يفارقها.
وقوله: "صنفة ثوبك". أي طرف ثوبك، ويقال: صَنيفة.
• عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ذراري المسلمين في الجنّة يكفلهم إبراهيم".
وفي رواية: "أولاد المسلمين في جبل في الجنّة يكفلهم إبراهيم عليه السلام وسارة، فإذا كان يوم القيامة دُفعوا إلى آبائهم".
حسن: رواه الإمام أحمد (٨٣٢٤) عن موسى بن داود، حدّثنا عبد الرحمن بن ثابت، عن عطاء ابن قرّة، عن عبد اللَّه بن ضَمْرة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما أعلم -شكّ موسى- قال (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل الخلاف في عبد الرحمن بن ثابت وهو ابن ثوبان العنسيّ ضعّفه النسائيّ، وقال ابن معين: لين، ووثقه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما.
وقد صحّحه ابنُ حبان (٧٤٤٦)، والحاكم (٢/ ٣٧٠)، وروياه من هذا الوجه.
والرواية الثانية أخرجها البيهقيّ في القضاء والقدر (٣/ ٨٩٨) بإسناد آخر صحيح عن أبي هريرة، وأشار البيهقيّ بأنه رُوي من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعًا، فلعلّه أشار إلى الإسناد الأوّل.
وللحديث أسانيد أخرى، وهذه أصحّها.