للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "اللَّه أعلم بما كانوا عاملين".

صحيح: رواه أبو داود (٤٧١٢) عن عبد الوهاب بن نجدة، حدّثنا بقية ح. وحدّثنا موسى بن مروان الرّقيّ وكثير بن عبيد المذحجي، قالا: حدّثنا محمد بن حرب -المعنى- عن محمد بن زياد، عن عبد اللَّه بن أبي قيس، عن عائشة، فذكرته. وإسناده صحيح.

ومحمد بن حرب هو الخولانيّ الحمصيّ الأبرش، ثقة، من رجال الجماعة.

وأمّا ما رُوي عن علي بن أبي طالب، قال: سألتْ خديجةُ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ولَدين ماتا لها في الجاهليّة؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هما في النّار". قال: فلمّا رأى الكراهيّة في وجهها قال: "لو

رأيتِ مكانهما لأبغضتهما": قالتْ: يا رسول اللَّه، فولدي منك؟ قال: "في الجنّة". قال: ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ المؤمنين أولادهم في الجنّة، وإنّ المشركين أولادهم في النّاره. ثم قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [سورة الطور: ٢١] ". فهو ضعيف.

رواه عبد اللَّه في مسند أبيه (١١٣١) عن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن فُضيل، عن محمد ابن عثمان، عن زاذان، عن علي بن أبي طالب، فذكره.

وفيه محمد بن عثمان مجهول. قال الذّهبيّ في "الميزان" (٣/ ٦٤٢): "لا يدري من هو؟ فتشتُ عنه في أماكن، وله خبر منكر". ثم ساق هذا الحديث عن عبد اللَّه بن أحمد بهذا الإسناد.

ومن هذا الوجه أخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (٢١٣)، وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ٢١٧).

والنكارة في هذا الحديث قوله بأن أولاد المشركين في النّار لمخالفته لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [سورة الإسراء: ١٥]، فإذا كان اللَّه لا يعذِّبُ العاقل لكونه لم تبلغه الدّعوة فلأن لا يعذِّب غير العاقل من الأولاد من باب أولى، ولمخالفته أيضًا العديد من الأحاديث الدّالة على أنّ أولاد المشركين في الجنّة فضلًا من اللَّه ورحمة. من إفادات الشيخ الألبانيّ رحمه اللَّه تعالى في تعليقه على "السنة" لابن أبي عاصم (١/ ٩٥).

وأمّا ما رُوي بأنّ أطفال المشركين خدم أهل الجنّة فلم يثبت بسند يعتمد عليه، وقد رُوي من حديث أنس بن مالك، وفي إسناده مبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عن أنس.

ومن طريقه رواه البزّار - كشف الأستار (٢١٧٠، ٢١٧١) مرفوعًا وموقوفًا.

ومبارك بن فضالة، وعلي بن زيد وهو ابن جدعان كلاهما ضعيفان.

ورواه أبو يعلى، وفيه يزيد الرَّقاشيّ، وهو ضعيف.

ورُوي أيضًا من حديث سمرة بن جندب، وفيه عباد بن منصور، ضعيف. رواه البزّار -كشف الأستار (٢١٧٢) -.

قال البزّار: "ولا نعلم روى هذا الحديث عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا سمرة، ولا عنه إلّا أبو رجاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>