ورجاله ثقات وإسناده صحيح، قال الهيثمي (٢٦٩٩): "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح".
تنبيه: سقط في الطبراني "عروة" من المطبوع. لأن الطبراني رواه من طريق ابن أبي شيبة (١/ ٣٦٩) وهو ثابت فيه.
وأما ما رُوي عن ابن عمر، قال: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (٨٢٣) عن أحمد بن بُديل، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وأحمد بن بديل وشيخه حفص بن غياث ضعيفان لا يحتج بهما
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٢/ ٢٤٨): "ولم أر حديثًا مرفوعًا فيه التنصيص على القراءة فيها شيء من قصار المفصل إلا حديثا في ابن ماجه عن ابن عمر، نصَّ فيه على (الكافرون) و (الإخلاص). ومثله لابن حبان عن جابر بن سمرة. فأما حديث ابن ماجه، فظاهر إسناده الصّحة إلا أنه معلول.
قال الدارقطني: "أخطأ فيه بعض رواته".
وأما حديث جابر بن سمرة ففيه سعيد بن سماك وهو متروك، والمحفوظ أنه قرأ بهما في الركعتين بعد المغرب، انتهى كلامه.
وفي دعوى الحافظ نظر؛ لأنه ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في المغرب بقصار المفصل، وإن قرأ غيره فيحمل على أنه قرأ بعضه، وكله جائز وإن كان الفقهاء قد اختلفوا: فكره مالك أن يقرأ في صلاة المغرب بالسور الطوال نحو (الطور) و (المرسلات) وبه قال أبو حنيفة أيضًا.
وقال الشافعي: لا أكره ذلك، بل أستحب أن يقرأ بهذه الصور في صلاة المغرب.
[٢٥ - باب القراءة في صلاة العشاء]
• عن البراء بن عازب أنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء، فقرأ فيها بـ {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}.
متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (٢٧) عن يحيى بن سعيد، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن البراء، فذكره.
وكذلك رواه أحمد (١٨٥٢٧) عن ابن نُمير، عن يحيى بن سعيد.
ورواه البخاري في الأذان (٧٦٧) عن شعبة، ومسلم في الصلاة (٤٦٤) عن شعبة ويحيى بن سعيد، ومسعر، كلهم عن عدي بن ثابت به مثله.