المأمومين. وأما المواظبة فلا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف".
ويرى أبو داود أن طولى الطوليين في صلاة المغرب منسوخ بقراءة عروة بنحو ما تقرؤون (والعاديات) ونحوها من السور، لما رأى عروة (راوي الخبر) العملَ بخلافه فحمله على أنه اطلع على ناسخه، فإنه رواه عن موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه فذكر مثله.
قال أبو داود: هذا يدل على أن ذاك منسوخ وقال: "وهذا أصح".
ثم روى عن أحمد بن سعيد السرخسي، ثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعتُ محمد بن إسحاق يحدث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنه قال: ما من المفصَّل سورة صغيرة ولا كبيرة إلى وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمُّ الناس بها في الصلاة المكتوبة.
ومحمد بن إسحاق وإن كان مدلًسا، إلا أنه صرح بالتحديث عن عمرو بن شعيب فزالت عنه تهمة التدليس، وهو حسن الحديث إذا صرَّح.
• عن عبد الله بن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بهم في المغرب: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة محمد: ١].
صحيح: أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ٣٧٢) والأوسط (٢/ ٤٤١) والصغير (١/ ٤٥) من طريق الحسين بن حُريث المروزي، ثنا أبو معاوية محمد بن خازم، ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكر الحديث. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (١٨٣٥) من هذا الوجه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد" (٢٧٠٣): رواه الطبراني في الثلاثة "رجاله رجال الصحح".
قلت: وهو كذلك، ولكن قال الدارقطني: غريب من حديثه عن نافع لم يسنده غير أبي معاوية. وكذلك رواه يحيى بن معين عن أبي معاوية مرفوعا" "أطراف الغرائب" (٣/ ٤٦٧) وأبو معاوية ثقة فلا يضر تفرده، وفي قول الدارقطني رد على الطبراني في قوله: تفرد به الحسين بن حريث عن أبي معاوية.
• عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين من المغرب بسورة الأنفال.
حسن: رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٥/ ١٣٦) قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا عقبة بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زيد بن ثابت فذكر الحديث.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد" (٢/ ١١٨) (٣٧٠٢) إلا أنه جعل الحديث من مسند أبي أيوب. وقال: "رجاله رجال الصحيح" فلا أدري أكان الوهم من الهيثمي أم من مخطوطة الطبراني؟ . وفي الإسناد عقبة بن خالد بن عقبة السكوني حسن الحديث.
• عن أبي أيوب أو زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالأعراف في الركعتين.
صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٣٥٤٤)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٣٦) كلاهما عن وكيع، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي أيوب، أو عن زيد بن ثابت فذكر الحديث.