٤ - باب ما ذكر في الذّات
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لم يكذب إبراهيم قط إِلَّا ثلاث كذبات، ثنتين في ذات اللَّه: قوله {إِنِّي سَقِيمٌ} [سورة الصّافات: ٨٩]، وقوله: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [سورة الأنبياء: ٦٣]-وفي شأن سارة-: "إنّكِ أختي" وذكر الحديث.
متفق عليه: رواه البخاريّ في كتاب الأنباء (٣٣٥٨)، ومسلم في كتاب الفضائل (٢٣٧١) كلاهما من حديث أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
• عن أبي هريرة، قال: بعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عشرة منهم خبيب الأنصاريّ، فأخبرني عبيد اللَّه بن عياض، أنّ ابنة الحارث أخبرته أنَّهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحدّ بها، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه قال خبيب الأنصاريّ:
ولست أبالي حين أقتل مسلمًا ... على أي شق كان اللَّه مصرَعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شِلو ممزّع
فقتله ابن الحارث، فأخبر النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أصحابّه خبرهم يوم أصيبوا.
صحيح: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٠٢) وبوّب عليه: ما يُذكر في الذّات والنّعوت وأسامي اللَّه عزّ وجلّ - عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزّهريّ، أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد ابن خارجة الثّقفيّ حليف لبني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة، أنّ أبا هريرة قال (فذكره).
وأمّا ما رُوي عن ابن عباس: فكّروا في كلِّ شيء، ولا تفكِّروا في ذات اللَّه، فإنّ بين السّماء السّابعة إلى كرسيّه ألف نور، وهو فوق ذلك.
فهو موقوف ضعيف. رواه أبو جعفر بن أبي شيبة في كتاب "العرش" (١٦) واللّفظ له، من طريق خالد بن عبد اللَّه، وأبو الشّيخ في "العظمة" (١/ ٢١٤)، والبيهقيّ في "الأسماء والصّفات" (٦١٨) كلاهما من طريق عليّ بن عاصم الواسطيّ -كلاهما أعني خالدًا وعاصمًا- عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وفي "العظمة": سبعة آلاف سنةٍ نور، وفي "الأسماء والصفات" مختصرًا جدًّا، ولفظه: تفكّروا في كلّ شيء، ولا تفكّروا في ذات اللَّه.
وإسناده ضعيف -مع وقفه- من أجل عطاء بن السّائب فإنه اختلط، وخالد وعاصم رويا عنه في حال اختلاطه، وقد رُوي مرفوعًا وهو ضعيف أيضًا.
ولكن معناه صحيح؛ لأنّنا أُمرنا بالتفكير واستعمال النّظر في خلق اللَّه، وقد أثنى اللَّه سبحانه وتعالى على الذين يتفكّرون في خلق السموات والأرض، فقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ