[٧ - باب إن العلماء هم ورثة الأنبياء]
• عن أبي الدرداء قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن العلماء هم ورثة الأنبياء، لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر".
حسن: رواه أبو داود (٣٦٤١) والتّرمذيّ (٢٦٨٢) وابن ماجه (٢٢٣) وأحمد (٢١٧١٥) كلّهم من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل عن كثير بن قيس، عن أبي الدّرداء، فذكره في حديث طويل.
ومنهم من لم يذكر داود بن جميل بين عاصم بن رجاء وبين كثير، وإسناده حسن لكثرة طرقه. وكثير بن قيس، يقال له: فيس بن كثير، والأوّل أكثر.
انظر لمزيد من التخريج: باب ما جاء في فضل من خرج في طلب العلم.
وأمّا ما روي: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" فلا أصل له.
قال السخاوي في المقاصد الحسنة (٧٠٢): قال شيخنا: (يعني ابن حجر)، ومن قبله الدميري والزركشي: "إنه لا أصل له" وزاد بعضهم: "لا يعرف في كتاب معتبر".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عباس مرفوعًا: "أقرب النّاس من درجة النبوة: أهل العلم والجهاد"، رواه أبو نعيم في فضل العالم العفيف بسند ضعيف، قاله السخاوي في المقاصد الحسنة في الموضع المشار إليه أعلاه.
٨ - باب تقريب الفتيان من طلّاب العلم وترغيبهم في التّعلم
• عن أبي سعيد الخدريّ أنه قال: "مرحبًا بوصية رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يوصينا بكم".
حسن: رواه الحاكم (١/ ٨٨)، وعنه البيهقيّ في المدخل (٦٢١) من طريق سعيد بن سليمان الواسطيّ، ثنا عباد بن العوّام، عن الجريريّ، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح ثابت؛ لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سليمان، وعباد بن العوام، والجريريّ، ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة، فقد عددت له في "المسند الصّحيح" أحد عشر أصلًا للجريريّ، ولم يخرجا هذا الحديث الذي هو أوّل حديث في فضل طلاب الحديث ولا يعلم له علّة، فلهذا الحديث طرق يجمعها أهل الحديث عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيد. وأبو هارون ممن سكتوا عنه".
وقال الذّهبيّ: "على شرط مسلم، ولا علّة له".
قلت: الجريريّ هو سعيد بن إياس، محدّث أهل البصرة أحد الثّقات الأثبات إِلَّا أنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وقد ذكر ابنُ حبان أن اختلاطه لم يكن فاحشًا، ولم يتبيّن لي رواية عباد بن