للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والكفين. رواه مسلم وغيره في حديث شقيق بن سلمة: إنَّما يكفيك أن تقول يديك هكذا" ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة، ثمَّ مسح الشمال على اليمين، وظاهر كفيه ووجْهَه.

قال الشافعي: وقد قال عمار: تيممنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المناكب، وروي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الوجه والكفين، وكان قوله: "تيممنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المناكب" لم يكن عن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنْ ثبت عن عمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الوجه والكفين، ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المرفقين، فما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أولى. انتهى. انظر: "السنن الكبرى" (١/ ٢١١) وانظر للمزيد: "المنة الكبرى" (١/ ٣١٠).

فائدة مهمة:

" الأحاديث الواردة في صفة التيمم لم يصح منها سوى حديث أبي جُهيم وعمار، وما عداهما فضعيف أو مختلف في رفعه ووقفه، والراجح عدم رفعه، فأما حديث أبي جُهيم فورد بذكر اليدين مجملًا، وأمَّا حديث عمار فورد بذكر الكفين في الصحيحين، وبذكر المرفقين في السنن، وفي رواية: إلى نصف الذراع، وفي رواية: إلى الأباط. فأما رواية المرفقين، وكذا نصف الذراع ففيهما مقال، وأمَّا رواية الآباط فقال الشافعي وغيره: إن كان ذلك وقع بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فكل تيمم صحّ للنبي - صلى الله عليه وسلم - بعده فهو ناسخ له، وإن كان وقع بغير أمره فالحجة فيما أمر به. ومما يقوي رواية الصحيحين في الاقتصار على الوجه والكفين كون عمار كان يفتي بعد النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وراوي الحديث أعرف بالمراد به من غيره، ولا سيما الصحابي المجتهد" قاله الحافظ في "فتح الباري" (١/ ٤٤٤ - ٤٤٥).

قلت: وسيأتي حديث أبي جُهيم.

[٤ - باب ما جاء في التيمم للجنب إذا لم يجد الماء]

• عن عمران بن حصين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا معتزلًا لم يصل في القوم، فقال: "يا فلان! ما منعك أن تُصلِّيَ مع القوم؟ ". فقال: يا رسول الله! أصابتني جنابةٌ ولا ماء، فقال: "عليك بالصعيد؛ فإنه يكفيك".

متفق عليه: رواه البخاري في التيمم (٣٤٨) ومسلم في المساجد (٦٨٢) كلاهما من طريق أبي رجاء العُطارديّ، عن عمران بن حصين فذكر مثله.

وهو جزء من حديث طويل انظره في دلائل النبوة.

• عن أبي ذرٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الصعيد الطّيب وضوءُ المسلم ولو إلى عشر سنين؛ فإذا وجدت الماء فأمِسَّه جلدك؛ فإنَّ ذلك خير".

حسن: رواه أبو داود (٣٣٢) والترمذي (١٢٤) بلاهما من حديث خالد الحذاء، والنسائي (٣٢٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>