ثم ذكر مثل حديث ابن نمير المتقدم وزاد في الحديث: "ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء".
[٧ - باب المدينة تنفى شرارها]
• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه، هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه، ألا إن المدينة كالكير، تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد".
صحيح: رواه مسلم في الحج (٤٨٧: ١٣٨١) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز (يعني الدراوردي)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
• عن جابر بن عبد الله أن أعرابيا بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، أقلني بيعتي، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جاءه، فقال: أقلني بيعتي فأبى، ثم جاءه، فقال: أقلني بيعتي فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما المدينة كالكير تنفي خبثها، وينصع طيبها".
متفق عليه: رواه مالك في الجامع (٤) عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله فذكره.
ورواه البخاري في الأحكام (٧٢١١)، ومسلم في الحج (٤٨٩: ١٣٨٣) من طريق مالك به.
قوله: "وعك" هو الحمى.
وقوله: "ينصع" أي يخلص.
• عن زيد بن ثابت، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنها طيبة (يعني المدينة) وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٥٨٩)، ومسلم في الحج (٤٩٠: ١٣٨٤) كلاهما من طريق شعبة، عن عدي (وهو ابن ثابت) سمع عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت فذكره. والسياق لمسلم وسياق البخاري طويل فيه قصة رجوع المنافقين من غزوة أحد. وهو في التفسير.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد".
متفق عليه: رواه مالك في الجامع (٥) عن يحيى بن سعيد، أنه قال: سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.
ورواه البخاري في فضائل المدينة (١٨٧١)، ومسلم في الحج (٤٨٨: ١٣٢٨) كلاهما من طريق