عن القاسم، عن عائشة فذكرته.
وعيسى بن ميمون ضعيف، قال البخاري: "منكر الحديث"، وقال أبو حاتم: "لا يصح حديثه" وبه أعله الحافظ في "التلخيص" (٣/ ١١٦).
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنكحوا فإني مكاثر بكم".
رواه ابن ماجه (١٨٦٣) عن يعقوب بن حميد بن كاسب قال: حدثنا عبد اللَّه بن الحارث المخزومي، عن طلحة، عن عطاء، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده ضعيف جدًّا فإن طلحة هو ابن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي ضعيف باتفاق أهل العلم.
والخلاصة فيه: أن الحديث صحيح وإن لم تصح هذه الشواهد.
٨ - باب تفضيل نكاح الأبكار على الثيّبات إلا للمصلحة
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: قفلنا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من غزوة، فتعجّلت على بعير لي قَطُوفٍ، فلحقني راكب من خلفي، فنخس بعيري بعنزة كانت معه، فانطلق بعيري كأجود ما أنت راءٍ من الإبل، فإذا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "ما يُعجلك؟ " قلتُ: كنت حديث عهد بعرسٍ، قال: "أبكرًا أم ثيبًا؟ " قلتُ: ثيِّبًا. قال: "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك". قال: فلما ذهبنا لندخل قال: "أمهلوا حتى تدخلوا ليلًا -أي عشاءً- لكي تمتشط الشعثة، وتستحدّ المُغيبة".
متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٠٧٩) ومسلم في الرضاع (١٤٦٦: ٥٧) كلاهما من طريق هُشيم، حدثنا سيّار، عن الشعبي، عن جابر بن عبد اللَّه، قال: فذكره.
قوله: "قطوف" أي بطيء المشي.
وقوله: "الشَّعِثة" هي المرأة المتفرقة شعر رأسها، أي لتتزين هي لزوجها.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: هلك أبي وترك سبع بنات، أو تسع بنات فتزوجت امرأة ثيّبًا، فقال لي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تزوجت يا جابر؟ " فقلتُ: نعم، فقال: "بكرًا أم ثيِّبًا؟ " قلتُ: بل ثيِّبًا قال: "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك" قال: فقلت له: إن عبد اللَّه هلك وترك بناتٍ وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن، فتزوجت امرأةً تقوم عليهنّ وتصلِحُهُنّ فقال: "بارك اللَّه لك - أو قال خيرا".
وفي لفظ: فكرهت أن أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهنّ، ولكن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن.
متفق عليه: رواه البخاري في النفقات (٥٣٦٧)، ومسلم في الرضاع (١٤٦٦: ٥٦) كلاهما من