سلمة، عن عبد الله بن عمر فذكره.
قوله: "يُعتمون" - معناه يُؤخرون حلب الإبل، ويسمون الصلاة باسم وقت الحلاب، ويقال: فلان عالم القِرى، إذا كان نزل به الأضياف لم يُعجل قراهم، قاله الخطابي في شرح أبي داود (٥/ ٢٦١).
وقوله: "اسمها في كتاب الله العِشاء"، إشارة إلى قوله تعالى: {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ} [سورة النور: ٥٨].
ولكن جاء في الأحاديث الصحيحة تسميتُها بالعَتَمَةِ كحديث: "لو يعلمون ما في الصبح والعتمة لأتوهما ولو حبوًا".
وفي حديث عبد الله بن عمر تسمية العشاء العتمة وهو الحديث الآتي.
• عن عبد الله بن عمر قال: صلَّى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً الصلاةَ العِشاء - وهي التي يدعو الناسُ العتمةَ - ثم انصرف، فأقبل علينا فقال: "أرأيتُم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنةٍ منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحدٌ".
متفق عليه: رواه البخاري في مواقيت الصلاة (٥٦٤) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٥٣٧) كلاهما من طريق الزهري، قال سالم: أخبرني عبد الله فذكره، واللفظ للبخاري.
والجمع بين هذه الأحاديث من وجوه:
منها: بيان جواز تسمية العتمة للعشاء، فالنهي للتنزيه لا للتحريم.
ومنها: مخاطبة الناس بما يعرفون.
ومنها: تعليمهم بترك ما لا يناسب.
ومنها: لئلا يتوهموا أنها المغرب، لأن العشاء عندهم كانت تطلق على المغرب.
ومنها: لعل الرواة هم الذين تصرفوا في تسمية العتمة للعشاء.
والخلاصة: أن تسمية الإسلام لصلاة العشاء - هي العشاء، فلا يستحسن العدول عنها إلى العتمة، لئلا تغلب السنةُ بالجاهلية، مع ذلك لا يحرم استعمالها بدليل استعمال النبي - صلى الله عليه وسلم - واستعمال الصحابة بعده.
١٧ - باب كراهية أن يقال للمغرب العشاء ُ
• عن عبد الله بن مغفل المزني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَغْلِبَنَّكُم الأعْرابُ على اسمِ صلاتِكم المغرب" قال: وتقول الأعرابُ: هي العِشاءُ.
صحيح: رواه البخاري في المواقيت (٥٦٣) عن أبي معمر، (وهو عبد الله بن عمرو) قال: حدثنا عبد الوارث، عن الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن بُريدة، قال: حدثنا عبد الله المزني فذكر الحديث.
والحسين هو: المعلم، وعبد الله المزني هو: عبد الله بن مغفْل.