قال الترمذي كما في بعض النسخ: "هذا حديث حسن غريب، ولا نعرف لمحرش الكعبي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير هذا الحديث، ويقال: جاء من الطريق الموصول".
ورواه أبو داود (١٩٩٦) من طريق سعيد بن مزاحم بن أبي مزاحم، قال: حدثني أبي مزاحم، بإسناده، نحوه.
وإسناده حسن من أجل مزاحم بن عبد الله بن مزاحم المكي مولى عمر بن عبد العزيز. روى عنه جماعة منهم الزهري مع تقدمه، وابن جريج كما مضى، وكان قليل الحديث كما قال ابن سعد، وبالغ فيه الذهبي فقال في "الكاشف": "ثقة". والحقّ أنه حسن الحديث.
وقد حسّن حديثه هذا ابن حجر في "الإصابة".
[٦ - باب دخول النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة من أعلاها، وخروجه من أسفلها]
• عن عبد الله بن عمر: أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ وَيَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَرَّسِ، وَإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَ مِن الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا وَيَخْرُجُ مِن الثَّنِيَّةِ السُّفْلَي.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٧٦)، ومسلم في الحج (١٢٥٧) كلاهما من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
واللفظ لمسلم. ورواه البخاريّ (١٥٧٥) من طريق معن بن عيسى، عن مالك، عن ابن عمر، مختصرًا. وليس الحديث في موطأ الليثيّ، ولا ذكره الجوهريّ في مسند الموطأ.
• عن عائشة: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَ مِنْ أَعْلاهَا وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٧٧)، ومسلم في الحج (١٢٥٨: ٢٢٤) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البخاريّ أيضًا (١٥٧٨)، ومسلم (١٢٥٨: ٢٢٥) كلاهما من طريق أبي أسامة (هو حماد ابن أسامة)، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح من كَداء، وخرج من كُدا من أعلى مكة، والسياق للبخاريّ.
وليس عند مسلم: "وخرج من كُدا ... إلخ". وزاد: قال هشام: فكان أبي يدخل منهما كليهما، وكان أبي أكثر ما يدخل من كَدَاء.
قوله: "كَداء" بفتح الكاف والمدّ، هي الثنية التي ينزل منها إلى المعلى مقبرة أهل مكة، وهي التي يقال لها الحجون.
وقوله: "وخرج من كُدا" بضم الكاف والقصر: هي عند باب شبيكة، وكان بناء هذا الباب عليها في القرن السابع.
قوله: "من أعلى مكة" قال الحافظ في "الفتح" (٣/ ٤٣٧): "كذا رواه أبو أسامة فقلبه،