للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإقشعريرة، فأقبلتُ نحوه، وخشيتُ أن يكون بيني وبينه محاولةٌ تشغلُني عن الصلاة، فصليتُ وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود، فلمَّا انتهيتُ إليه، قال: من الرجل؟ قلتُ: رجلٌ من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك لهذا. قال: أجل أنا في ذلك. قال: فمشيتُ معه شيئًا، حتَّى إذا أمكَنَني حَمَلْتُ عليه السيف حتَّى قتلتُه، ثم خرجتُ، وتركت ظعائنَه مُكِبّاتٍ عليه، فلمَّا قدِمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآني، فقال: "أَفْلَحَ الوَجْهُ"، قال: قلتُ: قتلتُه يا رسول الله. قال: "صدَقْتَ" قال: ثم قام معي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل بي بيته، فأعطاني عصًا، فقال: "أمْسِكْ هذِهِ عِنْدَكَ، يا عبد الله بن أُنَيْس"، قال: فخرجتُ بها على الناس، فقالوا: ما هذا العصا؟ قال: قلتُ: أعطانيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمرني أن أمسكها، قالوا: أوَ لا ترجِعُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتسألَه عن ذلك؟ قال: فرجعتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا رسولَ الله، لم أعطَيْتَني هذه العصا؟ قال: "آيَة بيني وبَيْنِكَ يومَ القِيَامَةِ، إنَّ أقَلَّ النَّاس المُتَخَصِّرُونَ يومئذٍ" قال: فقَرَنها عبد الله بسيفه، فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فصُبَّتْ معه في كفنه، ثم دُفنا جمعًا.

حسن: رواه أحمد (١٦٠٤٧)، وأبو يعلى (٩٠٥)، وصحّحه ابن خزيمة (٩٨٣)، وابن حبان (٧١٦٠) كلهم من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه فذكره.

ابن عبد الله بن أنيس اسمه: عبد الله بن عبد الله بن أنيس ترجم له البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في ثقاته، وهو لم ينفرد به في أصل القصة فقد تابعه غير واحد.

وقد حسّن إسناده أيضًا ابن حجر في الفتح (٢/ ٤٣٧).

وقد ذكرناه في كتاب الصلاة، باب صلاة الطالب والمطلوب.

وقد رُوي هذا الخبر عن عبادة بن الصامت ولا يصح.

[٤ - باب استشهاد القراء في بئر معونة في صفر سنة أربع]

قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة، ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحاب بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد.

قال ابن إسحاق: حدثني أبي إسحاق بن يسار، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيره من أهل العلم قالوا: قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنّة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإسلام، ودعاه إليه، فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام وقال: يا محمد! لو بعثت رجالا من

<<  <  ج: ص:  >  >>