قال ابن القطان: هو ثقة، روى عن حذيفة أحاديث معنعنة ليس في شيء منها ذكر سماع، وقد صحّح الترمذي حديثه عن حذيفة اعتقادا منه أنه سمع منه.
وقصة حذيفة هذه ذكرها أهل السير والمغازي والتاريخ بتفصيل أكثر منها ما رواه أحمد (٢٣٣٣٤) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال: قال فتًى منا من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان فذكر القصة بطولها، وفيه الواسطة بين محمد بن كعب القرظي وحذيفة مبهمة. وأما محمد بن كعب القرظي فلم يدرك حذيفة. ولكن لها أسانيد أخرى تقوّيها.
وكان لنعيم بن مسعود بن عامر بن غطفان دور بارز في بذر الشقاق بين قريظة وغطفان وقريش وكان قد أسلم، وأخفى إسلامه عن قومه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنت فينا رجل واحد فخذّل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة".
ذكره ابن إسحاق مفصلًا بدون إسناد. انظر: سيرة ابن هشام (٢/ ٢٢٩ - ٢٣٠) وأورده معظم أصحاب السير والمغازي والتاريخ.
وأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الحرب خدعة" فهو متفق عليه مخرج في موضعه، وقد قيل: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلم بهذه الجملة في غزوة الخندق.
[٥ - باب جعل النساء والذراري في الآطام الحصينة]
• عن عبد الله بن الزبير قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في أطم حسّان.
متفق عليه: رواه مسلم في الفضائل (٢٤١٦) من طرق عن علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير فذكره في سياق أطول.
ورواه البخاري في المغازي (٣٧٢٠) من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: كنت يوم الأحزاب، جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء في سياق أطول.
قال ابن سعد: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث سلمة بن أسلم في مائتي رجل، وزيد بن حارثة في ثلاثمائة رجل يحرسون المدينة، ويظهرون التكبير وذلك أنه كان يخاف على الذراري من بني قريظة. الطبقات (٣/ ٦٧)
وفي الباب ما رُوي عن هريرة بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده قال: لما كان يوم الخندق لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء والصبيان والذراري فيه فقال: "إن ألم بكن أحد فألمعن بالسيف" فجاءهن رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال له: بجدان أحد بني جحاش على فرس حتى كان في أصل الحصن، ثم جعل يقول للنساء انزلن إلي خير لكن،