ابن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران، عن ابن عمر، فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن خالد بن أبي عمران، عن نافع، عن ابن عمر" اهـ.
قلت: عبيد الله بن زحر ضعيف، ولكنه توبع على الوجه الثاني. والكلام عليه مبسوط في كتاب الأذكار.
٧ - باب قوله: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (٣٢)}
قوله: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} اللمم هو صغار المعصية كالنظرة والغمزة وما كان دون الزنا.
• عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدِّق ذلك ويكذِّبه".
متفق عليه: رواه البخاري في القدر (٦٦١٢) ومسلم في القدر (٢٦٥٧) كلاهما من طريق عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
• عن ابن عباس {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنْ تغفِرْ اللهم! تغفِر جمًّا وأي عبدٍ لك لا ألمّا"
صحيح: رواه الترمذي (٣٢٨٤)، وابن جرير في تفسيره (٢٧/ ٦٦)، والحاكم (٢/ ٤٦٩) كلهم من حديث زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث زكريا بن إسحاق".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
قوله: {إِلَّا اللَّمَمَ} استثناء منقطع، يعني لكن اللمم فلم يجعلوا اللمم من كبائر الإثم والفواحش. وقوله: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.
• عن ثابت بن الحارث الأنصاري، قال: كانت اليهود تقول إذا هلك لهم صبي صغير: هو صدِّيق، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "كذبت يهود، ما من نسمه يخلقها الله في بطن أمه إلا شقي أو سعيد" فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ