وقال غير قتادة: المراد به عيسى عليه السّلام وقالوا: يزعم محمد أن كل ما عُبِدَ من دون الله فهو في النّار، فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة في النّار.
قال الله تعالى:{مَا ضَرَبُوهُ} يعني هذا المثل. خصومة بالباطل، وقد علموا أن المراد من قوله:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}[الأنبياء: ٩٨] هؤلاء الأصنام. وبه قال أكثر المفسرين.
• عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري، عن ابن عباس قال: لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قطّ، فما أدري أعلمها الناس، فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها، فيسألوا عنها؟ ثمّ طفق يحدّثنا، فلمّا قام، تلاومنا أن لا نكون سألناه عنها، فقلتُ: أنا لها إذا راح غدا، فلمّا راح الغد، قلت: يا ابن عباس! ذكرتَ أمس أن آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قطّ، فلا تدري أعلمها الناس، فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها؟ فقلت: أخبرني عنها، وعن اللاتي قرأت قبلها. قال: نعم، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقريش:"يا معشر قريش! إنه ليس أحد يُعبد من دون الله فيه خير"، وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم، وما تقول في محمد. فقالوا: يا محمد! ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من عباد الله صالحًا، فلئن كنت صادقا، فإن آلهتهم لكما تقولون. قال: فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} قال: قلت: ما يصدون؟ قال: يضجون: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ}، قال: هو خروج عيسى ابن مريم - عَلَيْهِ السَّلَام - قبل يوم القيامة.
حسن: رواه أحمد (٢٩١٨) واللّفظ له، والطَّبرانيّ في الكبير (١٢/ ١٥٣)، والطحاوي في مشكل الآثار (٩٨٦)، وابن حبَّان (٦٨١٧) كلّهم من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي رزين مسعود بن مالك الأسدي، عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري، عن ابن عباس، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، فإنه حسن الحديث.
أي: أعمالكم الصالحة كانت سببًا لشمول رحمة الله إياكم، وإذنه لكم بدخول الجنّة، فإنه لا يُدخل أحدًا عمله الجنّة، ولكن بفضل الله ورحمته.
• عن عائشة زوج النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أنها كانت تقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سدّدوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لن يُدخِل الجنّة أحدًا عملُه". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا