للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صدقوا، ما أعطونا هذا إلا ضيما منا، وقهرا لهم، فدُسُّوا إلى محمد من يخبر لكم رأيه: إن أعطاكم ما تريدون حكمتموه، وإن لم يعطكم حذرتم، فلم تحكموه، فدسوا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ناسا من المنافقين ليخبروا لهم رأي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما جاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أخبر اللَّه رسوله بأمرهم كله وما أرادوا، فأنزل اللَّه عز وجل {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا} إلى قول: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ثم قال فيهما: واللَّه نزلت، وإياهما عنى اللَّه عز وجل.

حسن: رواه أبو داود (٣٥٧٦) مختصرا، وأحمد (٢٢١٢) واللفظ له، كلاهما من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس فذكره.

وإسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.

وما قاله ابن عباس قال به غير واحد من أهل العلم من الصحابة والتابعين منهم البراء بن عازب، وحذيفة بن اليمان، وأبو مجلز، وأبو رجاء العُطاردي، وعكرمة، وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه، والحسن البصري، وغيرهم قالوا: "نزلت في أهل كتاب". وزاد الحسن البصري: "وهي علينا واجبة".

وروي عن ابن طاوس قال: "وليس كمن كفر باللَّه وملائكته وكتبه ورسله".

وقال عطاء: "هو كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق".

وعن ابن عباس أنه قال: "وليس بالكفر الذي يذهبون إليه".

رواه الحاكم (٢/ ٣١٣) بإسناده عن طاوس قال: قال ابن عباس: "إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرا ينقل عن الملة، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} كفر دون كفر. وقال: "صحيح الإسناد".

١٢ - باب قوله: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٤٥)}

• عن أنس بن مالك قال: كسرت الربيع -وهي عمة أنس بن مالك- ثنية جارية من الأنصار، فطلب القوم القصاص، فأتوا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. فأمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالقصاص. فقال أنس بن النضر -عم أنس بن مالك- لا واللَّه لا ممسر سنها يا رسول اللَّه. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أنس كتاب اللَّه القصاص". فرضي القوم وقبلوا الأرش. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن من عباد اللَّه من لو أقسم على اللَّه لأبرّه".

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١١) عن محمد بن سلام، أخبرنا الفزاري (وهو أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>