لحاهم بيض.
قال سعيد بن جبير: يعمد أحدكم إلى نور، جعله اللَّه في وجهه فيطفئه.
أخرجه عبد الرزاق (٢٠١٨٠) عن معمر، عن أيوب، سمعت سعيد بن جبير، فذكره.
قال أيوب: وذلك أني سألته عن الوسمة.
وكان سعيد بن المسيب شديد بياض الرأس واللحية. والأمر واسع، ولذا ذهب الشافعية إلى الخيار حسب أحوال الناس وظروفهم، وذهب الحنفية والحنابلة إلى الاستحباب، ولم يقل بوجوبها، وأما التجنب من السواد فهو أفضل خروجا من الخلاف.
[٧ - باب التلبيد]
• عن عمر بن الخطاب قال: من ضفر رأسه فليحلق، ولا تشبهوا بالتلبيد.
صحيح: رواه مالك في الحج (٢٠٤) عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، فذكره.
ولكن خالفه عبد اللَّه بن عمر كما رواه البخاريّ في اللباس (٥٩١٤) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد اللَّه، أن عبد اللَّه بن عمر، قال: سمعت عمر يقول: " من ضفر فليحلق، ولا تشبهوا بالتلبيد" وكان ابن عمر يقول: لقد رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ملبدًا.
يعني أن عمر بن الخطاب يرى وجوب الحلق على من لبّد رأسه في الإحرام بخلاف ابنه عبد اللَّه فإنه خالف أباه فقال: رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ملبّدًا، ولم يوجب الحلق على من لبّد وهو وإن كان حلق ولكنه أجاز القصر أيضًا.
[٨ - باب ما جاء في فرق شعر الرأس]
• عن ابن عباس قال: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ناصيته، ثم فرق بعد.
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٩١٧)، ومسلم في الفضائل (٢٣٣٦١) كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد، حدّثنا ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس، فذكره.
قوله: "يسدلون أشعارهم" أي يرسلونه.
وقوله: "يفرقون رؤوسهم" فرق شعر الرأس هو قسمته من المفرق، وهو وسط الرأس، والمفرق هو مكان انقسام الشعر من الجبين إلى دارة وسط الرأس.
• عن عائشة قالت: كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صدعت الفرق من يافوخه، وأرسل ناصيته بين عينيه.