قوله:{وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} أي: نكتب أعمالهم التي باشروها بأنفسهم في حياتهم، وكذلك نكتب آثار أعمالهم في حياتهم وبعد وفاتهم سواء كانت هذه الأعمال والآثار من باب الخير أو من باب الشر، كلها يسجل ويكتب لهم أو عليهم.
• عن أبي سعيد الخدريّ قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة، فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية:{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن آثاركم تكتب، فلا تنتقلوا".
حسن: رواه الترمذيّ (٣٢٢٦)، وابن جرير الطبريّ في تفسيره (١٩/ ٤١٠)، والحاكم (٢/ ٤٢٨، ٤٢٩) كلّهم من طريق سفيان بن سعيد الثوري، عن أبي سفيان طريف بن شهاب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وأبو سفيان طريف بن شهاب ضعيف، لكنه لم ينفرد به، بل توبع عليه، فقد رواه البزّار - كما ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره - من طريق شعبة وعبد الأعلى كلاهما عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة به. والجريري كان قد اختلط، ولكن رواية شعبة وعبد الأعلى عنه كانت قبل الاختلاط.
• عن جابر بن عبد الله قال: خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهم:"إنَّه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟ ". قالوا: نعم، يا رسول الله! قد أردنا ذلك، فقال:"يا بني سلمة! دياركم تُكتَب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم".
صحيح: رواه مسلم في المساجد ومواضع الصّلاة (٦٦٥) عن محمد بن المثنى، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي يحدث، قال: حَدَّثَنِي الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، قال: فذكره.
وزاد في رواية من وجه آخر عن أبي نضرة به. "فقالوا: ما كان يسرّنا أنا كنا تحولنا".
• عن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار. قال: فجاءه