حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (٢١/ ٢٣٣، ٢٣٤) والبغوي في تفسيره (٤/ ١٦٤) والطبراني في الأوسط (٨٨٣٣) كلهم من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: فذكره.
قال الحافظ ابن كثير: "تفرد به مسلم بن خالد الزنجي، ورواه عنه غير واحد، وقد تكلم فيه بعض الأئمة".
قلت: مسلم بن خالد الزنجي مختلف فيه، فوثَّقه ابن معين والدارقطني وابن حبان وغيرهم، وتكلم فيه ابن المديني، ثم إنه لم ينفرد به. فقد رواه الحاكم (٢/ ٤٥٨) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والترمذي (٣٢٦١) من طريق عبد الله بن جعفر بن نجيح، كلاهما (الدراوردي وعبد الله بن جعفر) عن العلاء بن عبد الرحمن به نحوه.
وعبد الله بن جعفر ضعيف، والدراوردي صدوق، وبهذه الطرق يرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
• * *
[٤٨ - تفسير سورة الفتح وهي مدنية، وعدد آياتها ٢٩]
[١ - باب فضل سورة الفتح]
• عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر بن الخطاب: ثكلتك أمك يا عمر، نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري، ثم تقدمت أمام المسلمين، وخشيت أن ينزل فِيَّ قرآنٌ، فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون قد نزل فِيَّ قرآنٌ، وجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه، فقال: "لقد أنزلت عليَّ الليلة سورة لَهِيَ أَحَبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس"، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)}.