أسلمت، وأبى زوجها أبو العاص أن يسلم، ولما جاء وقت الهجرة إلى المدينة هاجرت أخواتها، وبقيت هي في مكة، وأسر زوجها أبو العاص في بدر، فبعثت زينب في فدائه بمال فيه قلادة لها كانت عند خديجة وكانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص، فلما رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رقَّ لها رقة شديدة، فأشار على الصحابة بإطلاق سراحه فاستجابوا له، وأخذ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخلي سبيل زينب إليه، فلما قدم مكة أمر زينب باللحوق بأبيها، فخرجت، فتعرض لها بذي طوى هبار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وكانت حاملا، فألقت ما في بطنها، وأهريقت دما، وواصلت مسيرها حتى لحقت أباها بالمدينة. ثم أسلم أبو العاص في المحرم سنة سبع، فردّ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب بالنكاح الأول.
وتوفيت زينب في أول سنة ثمان من الهجرة، وصلى عليها أبوها، ودفنت بالبقيع. وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليا وأمامة.
أما علي فمات وقد ناهز الاحتلام. وأما أمامة فعاشت حتى تزوجها عليٌّ بعد موت خالتها فاطمة، ولم تلد، فليس لزينب عقب. انظر: الإصابة (١١٣٥٤).
[٥ - رقية]
رقية ولدت قبل البعثة، وتزوجت من عتبة بن أبي لهب، فلما نزل قوله تعالى:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[المسد: ١] طلقها عتبة، ولم يكن دخل بها، فزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان بمكة، وهاجر بها عثمان إلى الحبشة، ثم رجعا إلى مكة، وهاجرا إلى المدينة، ومرضت لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، فتخلف عليها عثمان عن بدر بإذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فماتت بعد أيام ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بدر، ودفنت بالبقيع، وقد سووا عليها التراب حين وصل بشير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالانتصار في بدر.
وكانت ولدت لعثمان عبد الله، وبه كان يكنى، فنقره ديك في عينيه، فمات وهو صغير، ولم تلد له بعد ذلك، فليس لرقية عقب. انظر: الإصابة (١١٣١٨) وسبل الهدى (١١/ ٣٣ - ٣٥).
[٦ - أم كلثوم]
سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم كلثوم، ولم يعرف لها اسم غيره، وإنما تعرف بكنيتها، تزوجها عتيبة ابن أبي لهب، كما تزوج أختها رقية عتبة بن أبي لهب، فلما نزل قوله تعالى:[المسد: ١] طلقها عتيبة قبل أن يدخل بها، كما طلق عتبة رقية.
وهاجرت أم كلثوم إلى المدينة حين هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما توفيت رقية في السنة الثانية تزوج عثمان أختها أم كلثوم في سنة ثلاث، ولهذا يقال له: ذو النورين، وماتت سنة تسع، ولم تلد له. انظر: الإصابة (١٢٣٦٤) والبداية والنهاية (٨/ ٢٤٢).
• عن أنس بن مالك قال: شهدنا بنتًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جالس