للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإسناده حسن؛ لأجل المطلب وهو ابن عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي المدنيّ، فإنه صدوق حسن الحديث.

وإن كان بعض الأئمة تكلم في سماعه من جابر، فجزم أبو حاتم الرازي مرة: "بأنه لم يسمع منه، ومرة قال: "يشبه أن يكون أدرك جابرًا وقال البخاريّ: "لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصّحابة سماعا إِلَّا قوله: حَدَّثَنِي من شهد خطبة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -.

قال: الترمذيّ: وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن (يعني الدَّارميّ) يقول مثله. انظر: جامع التحصيل ص (٢٨١ - ٢٨٢).

ولذلك قال الترمذيّ عقب حديثه هذا: "حديث غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم أن يقول الرّجل إذا ذبح: بسم الله والله أكبر، وهو قول ابن المبارك، والمطلب بن عبد الله بن حنطب يقال: "إنه لم يسمع من جابر". اهـ.

قلت: ولكن وقع تصريحه بالسماع منه عند الحاكم (٤/ ٢٢٩)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ١٧٧ - ١٧٨) فقد روياه من طريق ابن وهب، أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم، ويعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو مولى المطلب، عن المطلب بن عبد الله، وعن رجل من بني سلمة أنهما حدثاه أن جابر بن عبد الله أخبرهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى للناس يوم النحر ... " الحديث.

ورجاله ثقات، غير المطلب فهو صدوق - كما سبق - والرجل المبهم لا يضر لأنه مقرون.

[٢٤ - باب ذكاة الجنين ذكاة أمه]

• عن أبي سعيد الخدريّ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ذكاة الجنين ذكاة أمه".

حسن: رواه الإمام أحمد (١١٣٤٣) عن أبي عبيدة، حَدَّثَنَا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي الوداك جبر بن نوف، عن أبي سعيد فذكره.

وصحّحه ابن حبَّان من هذا الوجه (٥٨٨٩). وإسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق السبيعي فإنه حسن الحديث.

وللحديث طريق آخر رواه أبو داود (٢٨٢٧)، والتِّرمذيّ (١٤٧٦) وابن ماجة (٣١٩٩)، والإمام أحمد (١١٢٦٠، ١١٤٩٥) كلّهم عن مجالد، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد فذكره، وعند أبي داود وأحمد في أوله قصة وهي: قوله: قلنا: يا رسول الله، ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة، فنجد في بطنها الجنين، أنلقيه أم نأكله؟ قال: "كلوه إن شئتم؛ فإن ذكاته ذكاة أمه".

وقال الترمذيّ: حديث حسن، وقد رُوِي من غير هذا الوجه عن أبي سعيد.

قلت: وفي إسناده مجالد وهو ابن سعيد الهمْداني ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره كما في التقريب. وله طريق آخر رواه الإمام أحمد (١١٤١٤) من حديث ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدريّ مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>