للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (٨١٢) من طريق مسلم وقال: قال ابن المديني: "وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا عن إبراهيم بن أبي يحيى. قلت (يعني البيهقي): وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الرّبذيّ عن أيوب بن خالد، إلّا أنّ موسى بن عبيدة ضعيف، وروي عن بكر بن الشرود، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سُليم، عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف".

ويرى بعض أهل العلم أن هذا الحديث يشير إلى تدبير الأرض لا الخلق، ولكن يصادم هذا القول قوله تعالى في سورة فصلت: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٩) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: ٩، ١٠] فجعل تدبير الأرض مع خلقها في أربعة أيام: الأحد والاثنين خلق الأرض، والثلاثاء والأربعاء تدبيرها، ثم قال: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ. . .} [فصلت: ١٢] أي: بقية اليومين من السنة، وهما: الخميس والجمعة.

هكذا تم خلْق السماوات والأرض وما فيهما في ستة أيام كما نص عليه القرآن في عدة آيات في كتاب اللَّه.

١٨ - باب نزول الرّب عزّ وجلّ إلى السّماء الدّنيا

• عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ينزل اللَّه تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلثُ اللّيل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأُعطيه، من يستغفرني فأغفرَ له".

متفق عليه: رواه مالك في القرآن (٣٠) عن ابن شهاب، عن أبي عبد اللَّه الأغرّ، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.

ورواه البخاريّ في التهجد (١١٤٥) عن عبد اللَّه بن مسلمة، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٥٨) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك، به، مثله.

ورواه مسلم من وجه آخر وفيه من الزيادة: "حتى يُضيء الفجر".

قال أبو عيسى الترمذيّ (٣/ ٣٠٩): "ورُوي هذا الحديث من أوجه كثيرة عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وروي عنه أنه قال: ينزل اللَّه عزّ وجلّ حين يبقى ثلث اللّيل الآخر وهو أصح الروايات" انتهى.

• عن أبي سعيد وأبي هريرة، قالا: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ اللَّه يمهل حتى إذا ذهب ثلث اللّيل الأوّل نزل إلى السّماء الدّنيا، فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر".

صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٥٨: ١٧٢) من طرق عن جرير، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، يرويه عن أبي سعيد، وأبي هريرة، فذكراه.

<<  <  ج: ص:  >  >>