وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٥١): "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات".
قلت: ليس كما قال، بل فيه معاوية وهو ابن يحيى الصدفي يروي عنه إسحاق بن سليمان الرازي، وأهل العلم مطبقون على تضعيفه منهم ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والنسائي وابن حبان وابن عدي وغيرهم.
وأظن أن الحافظ الهيثمي وهم في تعيينه لأنه ذكر غير منسوب فظن أنه معاوية بن سلام الدمشقي، وهو من طبقة معاوية بن يحيى الصدفي ومن رواة الزهري إلا أنه لم يرو عنه إسحاق بن سليمان ومعاوية بن يحيى الصدفي.
ذكره ابن حبان في "المجروحين"، ولم يذكره في "الثقات".
٢٣ - باب استحباب السحور بالتّمر
• عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "نعم سحور المؤمن التمر".
حسن: رواه أبو داود (٢٣٤٥)، والبيهقي (٤/ ٢٣٦ - ٢٣٧) كلاهما من طريق محمد بن أبي الوزير أبي المطرف، حدّثنا محمد بن موسى، عن سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن موسى هو الفطري المدني "صدوق" من رجال الصحيح.
ومحمد بن أبي الوزير هو محمد بن عمر بن مطرف أبو المطرف، ابن أبي الوزير قال أبو حاتم: ثقة.
وصحّحه ابن حبان (٣٤٧٥) ولكنه رواه من حديث إبراهيم بن أبي الوزير بإسناده، مثله.
وإبراهيم هو أخو محمد بن عمر بن مطرف، ابن أبي الوزير يكنى أبا إسحاق وهو من رجال الصحيح وهو متابع لأخيه.
وفي الباب عن جابر مرفوعًا: "نعم السحور بالتّمر".
رواه البزار -كشف الأستار (٩٧٨) - عن رجاء بن محمد السقطيّ، ومحمد بن معمر البحرانيّ، قالا: ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، ثنا زمعة، عن عمرو بن دينار، عن جابر، فذكره.
قال البزار: لا نعلمه عن جابر إلا بهذا الإسناد.
وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٥١): "ورجاله رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال إلا أن زمعة (وهو ابن صالح الجندي اليماني) وإن كان من رجال مسلم فهو ضعيف باتفاق أهل العلم، وحديثه في صحيح مسلم مقرون.
٢٤ - باب السّحور بالسّويق والتمر
• عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وذلك عند السحور-: "يا أنس، إني أريد الصيام أطعمني شيئًا" فأتيته بتمر وإناء فيه ماء، وذلك بعد ما أذن بلال. فقال: