١١ - باب قوله: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (٦٧)}
• عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي: فقوله: لن يعيدني كما بدأني. وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته، وأما شتمه إياي: فقوله: اتخذ الله ولدا. وأنا الأحد الصمد لم ألد، ولم أولد، ولم يكن لي كفوا أحد".
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٩٧٤) عن أبي اليمان، حدثنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره.
١٢ - باب قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)}
قوله: {إِلَّا وَارِدُهَا} له معنيان عند السلف:
أحدهما: الدخول في النار، فإن هذا الخطاب لسائر الخلائق، برّهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم، فما منهم من أحد إلا يرد النار.
قال البغوي في تفسيره (٣/ ١٠٠): "وعليه أهل السنة والجماعة أنهم جميعا يدخلون النار، ثم يخرج الله عز وجل منها أهل الإيمان بدليل قوله تعالى: قال: والنجاة إنما تكون مما دخلت فيه. انتهى.
{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} واستدلوا لهذا المعنى أيضا بقوله تعالى حكاية عن فرعون {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (٩٨)} [سورة هود: ٩٨] أي أن فرعون يتقدم قومه إلى النار.
وإلى هذا القول ذهب علي وابن عباس، وكثير من أهل العلم سلفا وخلفا. قال القرطبي في التذكرة (٢/ ٧٦٢): "والصحيح أن الورود الدخول لحديث أبي سعيد كما ذكرنا " وذكر في معناه أحاديث أخرى وهي مخرجة في مواضعها.
قلت: لعل دخول المؤمنين والكفار جميعا النار، ثم خروج المؤمنين منها دون الكفار لتعذيب الكفار نفسيا وجسديا.
• عن جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني أم مبشر، أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول عند حفصة: "لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها". قالت: بلى، يا رسول الله. فانتهرها، فقالت حفصة: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد قال الله عز وجل: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)}.