٥٤ - باب ما رُوي: المؤمن يرى بنور اللَّه. . . لم يصح شيءٌ في هذا الباب
وأمّا ما رُوي عن أبي سعيد الخدريّ مرفوعًا: "اتقوا فِراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللَّه". ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: ٧٥]. فهو ضعيف.
رواه الترمذيّ (٣١٢٧) من طريق عطية، عن أبي سعيد.
وقال: "هذا حديث غريب، إنّما نعرفه من هذا الوجه".
قلت: عطية هو ابن سعد العوفيّ ضعيف، يدلّس عن الضعفاء، وقد ثبت تدليسه عن أبي سعيد الكلبي وغيره من المتروكين.
وقد رُوي هذا الحديث أيضًا عن عدد من الصّحابة منهم: أبو أمامة الباهليّ، وأبو هريرة، وعبد اللَّه بن عمر، وثوبان، وغيرهم.
وأمثلها حديث أبي أمامة.
رواه الطبرانيّ في الكبير (٧٤٩٧) من طريق عبد اللَّه بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة.
وفيه عبد اللَّه بن صالح وهو كاتب اللّيث قال فيه الإمام أحمد: كان متماسكًا ثم فسد، وقال أبو حاتم: أرى الأحاديث التي أنكرت عليه مما افتعل خالد بن نُجيح، وكان يصحبه، ولم يكن أبو صالح ممن يكذب، وكان رجلًا صالحًا. وقال النسائيّ: ليس بثقة، ومشّاه يحيى بن معين وغيره.
قلت: لقد انفرد أبو صالح بهذا الحديث، فلا يبعد أن يكون مما افتعله خالد بن نجيح ودسّه في كتبه، فحدّث به وهو لا يدري مع ما يحمله متن الحديث من النّكارة في الألفاظ.
وفي الباب أيضًا حديث ثوبان وأبي الدّرداء وغيرهم، قال السّخاويّ في "المقاصد الحسنة" (٢٣): "وكلّها ضعيفة".
وضعّف الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلّميّ في تعليقه على الفوائد المجموعة (ص ٢٢١) حديث ابن عمر، وأبي سعيد، وأبي أمامة، وثوبان، وأنس فراجعه.
[٥٥ - باب ما يخالف التوحيد الخالص]
• عن عديّ بن حاتم، أنّ رجلًا خطب عند النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "من يطع اللَّه ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بئس الخطيب أنتَ! قل: ومن يعصِ اللَّه ورسوله".
صحيح: رواه مسلم في الجمعة (٨٧٠) من طريق وكيع، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن تميم بن طرفة، عن عدي بن حاتم، فذكره.