فالظاهر أن الفريابي لم يخطئ في هذا الحديث، وعبد الله بن محمد بن المغيرة أيضا ليس بالقوي، ولكن متابعة أحدهما الآخرَ يقوّي الحديث، فيرتقي إلى درجة الحسن.
ورواه الطبراني - مجمع البحرين (٤٨٧٥) من وجه آخر عن جابر نحوه.
وفيه مصعب بن إبراهيم القيسي، وهو ضعيف.
والحديث روي أيضا مرسلا، ويرى أبو حاتم والدارقطني ترجيحه على الموصول. انظر: علل ابن أبي حاتم (٢١٤٧)، وعلل الدارقطني (٣٢١٥).
• * *
[٤٥ - تفسير سورة الجاثية وهي مكية، وعدد آياتها ٣٧]
١ - باب قوله: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٢٣)}
قوله: {مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} أي: يتخذ الشجر والحجر وغيرهما معبودا له حسب رغبته.
• عن ابن عباس قال: كان الرجل من العرب يعبد الحجر، فإذا وجد أحسن منه أخذه، وأبقى الآخر، فأنزل الله عز وجل: {مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}.
حسن: رواه النسائي في الكبرى (١١٤٢١) وصحّحه الحاكم (٢/ ٤٥٢ ,٤٥٣) كلاهما من طريق مطرف، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل جعفر وهو ابن أبي المغيرة القمي، فإنه حسن الحديث.
تنبيه: في مطبوعة مستدرك الحاكم: "جعفر بن إياس"، وكذا في إتحاف المهرة (٧/ ١٥٣)، فالظاهر أنه خطأ قديم؛ لأن مطرفا من تلاميذ جعفر بن أبي المغيرة.
ثم وجدتُّ أن المزيّ أيضا ذكر هذا الحديث في تحفة الأشراف (٥٤٦٨) في ترجمة جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
وفي معناه قول أبي رجاء العطاردي، رواه البخاري في المغازي (٤٣٧٦ ,٤٣٧٧) ولكن ليس فيه ذكر نزول الآية، وهو مذكور في كتاب سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.