فضالة، حدثنا لقمان بن عامر، سمعت أبا أمامة، فذكر الحديث.
وفرج بن فضالة التنوخي الشامي مختلف فيه غير أن الغالب عليه الضعف ولذا أطلق الحافظ ابن حجر فقال:"ضعيف".
وأما قول الهيثمي في المجمع (٨/ ٢٢٢): "إسناده حسن وله شواهد تقويه"، فالصحيح لو قال: حديث حسن له شواهد تقويه.
وأما ما رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي (١/ ١٢٦) وأبو نعيم (١/ ١٧٤) والخرائطي في هواتف الجان وعنه ابن كثير في التاريخ (٢/ ٢٦٨) وغيرهم من ارتجاس إيوان كسرى وسقوط أربع عشرة شرفة، وغيض بُحيرة ساوة، وخمود نار فارس بعد ألف سنة، ورؤيا الموبذان أن الخيول العربية قطعت دجلة وانتشرت في بلادها .. في سياق طويل فهو منكر كما قال الذهبي في السيرة (١/ ٣٨) بعد أن ساقه من ابن أبي الدنيا: "هذا حديث منكر غريب".
[٧ - شهادة اليهود بنبوته - صلى الله عليه وسلم - عند ولادته]
• عن عائشة قالت: كان يهودي قد سكن مكة يتجر بها، فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مجلس من قريش: يا معشر قريش! هل ولد فيكم الليلة مولود؟ فقال القوم: والله ما نعلمه! قال: الله أكبر! أما إذا أخطأكم فلا بأس، انظروا واحفظوا ما أقول لكم: ولد فيكم هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة، بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنهن عرف فرس، لا يرضع ليلتين، وذلك أن عفريتًا من الجن أدخل أصبعه في فمه فمنعه الرضاع. فتصدع القوم من مجلسهم وهم يتعجبون من قوله وحديثه، فلما صاروا إلى منازلهم أخبر كل إنسان منهم أهله، فقالوا: لقد ولد لعبد الله بن عبد المطلب غلام سموه محمدًا. فالتقى القوم، فقالوا: هل سمعتم حديث هذا اليهودي؟ بلغكم مولد هذا الغلام؟ فانطلقوا حتى جاؤوا اليهودي فأخبروه الخبر. قال: فاذهبوا معي حتى أنظر إليه، فخرجوا به حتى أدخلوه على آمنة، فقال: أخرجي إلينا ابنك، فأخرجته، وكشفوا له عن ظهره، فرأى تلك الشامة، فوقع اليهودي مغشيًا عليه، فلما أفاق قالوا: ويلك مالك؟ قال: ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل، أفرحتم به يا معشر قريش؟ أما والله ليسطونّ بكم سطوةً يخرج خبرها من المشرق والمغرب.
وكان في النفر الذي قال لهم اليهودي ما قال: هشام، والوليد ابنا المغيرة، ومسافر بن أبي عمرو، وعبيدة بن الحارث، وعقبة بن ربيعة - شاب فوق المحتلم - في نفر من بني عبد مناف وغيرهم من قريش.