وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة رجلين دون غيره من أجل السبب الذي ذكر، ولا يقاس عليه غيره.
[٤٤ - باب في فضل دحية بن خليفة الكلبي وأخباره]
• عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "عرض عليَّ الأنبياء، فإذا موسى ضربٌ من الرجال، كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى بن مريم - عليه السلام -، فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود، ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه، فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم - يعني نفسه -، ورأيت جبريل - عليه السلام - فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية".
وفي رواية ابن رمح: "دحية بن خليفة".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٦٧ - ٢٧١) من طرق عن الليث، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
• عن عبد الله بن عمر، قال: كان جبريل - عليه السلام - يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة دحية.
صحيح: رواه أحمد (٥٨٥٧) عن عفَّان، حدثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، فذكر حديث جبريل المشهور، ثم قال قوله المذكور.
والحديث قد صحّحه ابن حجر في الإصابة (٢٣٩٩) وعزاه إلى النسائي، وهو موجود بهذا الإسناد في جزء إملاء النسائي (٣٧).
[٤٥ - باب فضل رافع بن خديج]
• عن امرأة رافع بن خديج أن رافعا رمي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد أو يوم خيبر بسهم في ثندوته، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، انزع السهم، قال: "يا رافع، إن شئت نزعت السهم والقطبة جميعا، وإن شئت نزعت السهم، وتركت القطبة، وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد" قال: يا رسول الله! بل انزع السهم، ودع القطبة واشهد لي يوم القيامة أني شهيد. قال: فنزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السهم، وترك القطبة.
وزاد في رواية: فعاش بها حتى كان في خلافة معاوية، فانتفض به الجرح فمات بعد العصر.
حسن: رواه أحمد (٢٧١٢٨)، والطبراني في الكبير (٤/ ٢٨٢) كلاهما من طريق عمرو بن مرزوق الواشحي، أخبرني يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديج، قال: أخبرتي جدتني يعني امرأة رافع بن خديج فذكرته.
قال الهيثمي في المجمع (٩/ ٣٤٦): "رواه الطبراني وامرأة رافع إن كانت صحابية وإلا فإني لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات".