فنفروا بالناس، وقال: ولقد رئي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن ذِفْرَى ناقته ليمس حاركها، وهو يقول بيده: "يا أيها الناس، عليكم بالسّكينة، يا أيها الناس، عليكم بالسّكينة".
حسن: رواه أحمد (٢١٩٣) وابن خزيمة (٢٨٦٣) والحاكم (١/ ٤٦٥) وعنه البيقهي (٥/ ١٢٦) كلهم من حديث حماد بن زيد، عن كثير بن شنظير، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، فذكره. واللفظ لأحمد.
قال الحاكم: "صحيح على شرط البخاري".
قلت: إسناده حسن من أجل كثير بن شنظير المازني أبو قرة البصري، مختلف فيه، فضعَّفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وأبو أحمد الحاكم.
وابن شنظير من رجال الشيخين، وقال ابن عدي: "أرجو أن تكون أحاديثه مستقيمة"، ويكون هذا منها إن شاء الله تعالي.
وقوله: "الإيضاع": هو حمل البعير ونحوه على الإسراع.
٩٧ - باب الإسراع في المشي وتحريك الرّاكب دابته ونحوها في وادي محسِّر
• عن جابر بن عبد الله، قال: حتى أتى بطن محسِّر، فحرَّك قليلًا، ثم سلك الطريق الوسطى.
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢١٨) من طريق حاتم بن إسماعيل المدني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكر بطوله في صفة حجة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: "بطن مُحَسِّر" بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين المشددة المهملتين، سُمي بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيا وكلَّ. شرح النووي (٨/ ١٨٩) ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك: ٤].
• عن علي بن أبي طالب، قال: لما أفاض النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من جمْعٍ، وانتهى إلى وادي محسِّر قرع ناقته، فخبَّتْ حتى جاوز الوادي.
حسن: رواه الترمذي (٨٨٥) في حديث طويل من حديث سفيان، عن عبد الرحمن بن الحارث ابن عياش بن أبي ربيعة، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
قال الترمذي: "حديث علي حديث حسن صحيح، لا نعرفه من حديث علي إلّا من هذا الوجه من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن عياش. وقد رواه غير واحد عن الثوريّ مثل هذا".
قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش المخزوميّ غير أنه حسن الحديث.